0

ما هي قصة سيدنا إبراهيم وإسماعيل والكبش؟

في عيد الأضحى الماضي ذهبت مع والدي لشراء الأضحية لأول مرة في حياتي، وسمعت أحدهم يقول بأن الأضحية شرعت بعد قصة سيدنا إبراهيم وإسماعيل مع الكبش، فما هي قصة سيدنا إبراهيم وإسماعيل والكبش؟

12:43 07 نوفمبر 2021 1394 مشاهدة

0

إجابات الخبراء (1)

0

إجابة معتمدة
حنان عمرو
حنان عمرو . الشريعة
تم تدقيق الإجابة بواسطة هانئة سالمين 12:43 07 نوفمبر 2021

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، صدقت فقد شُرعت الأضحية وأصبحت جزءاً لا يتجزأ من ديننا في عيد الأضحى بعد هذه الحادثة التي كانت بمثابة اختبار لسيدنا إبراهيم وابنه إسماعيل -عليهما السلام-، اللّذان كانا خير من استسلم لأمر الله -تعالى-، فأكرمهما الباري -جلّ وعلا- جزاءً لا يقل عِظَمُهُ عن البلاء.


وأذكر لك قصة سيدنا إبراهيم وإسماعيل والكبش بطريقة متسلسلة فيما يأتي:


  1. كان إبراهيم يزور ابنه إسماعيل -عليهما السلام- بشكلٍ دائم، وفي إحدى الزيارات وهو نائم رأى في منامه حلماً مفزعاً، حيث كان إبراهيم -عليه السلام- يحمل بيده سكيناً، ثم ذهب لابنه إسماعيل -عليه السلام- وذبحه بيده.
  2. نهض سيدنا إبراهيم من الحلم فزعاً مما رأى، وخصوصاً أن رؤيا الأنبياء وحي، فوجب تنفيذ أمر الله -تعالى-.
  3. استسلم إبراهيم -عليه السلام- فوراً لِما أُمر به، ونادى على ابنه إسماعيل الذي كان يحبّه حباً جما، والذي انتظر قدومه على هذه الحياة كثيراً.
  4. أخبره بما رأى في حلمه، وإسماعيل -عليه السلام- نبي وابن نبي، فهو يعلم أن ما رآه والده في منامه وحياً، وما كان من الابن البار المستسلم لأمر الخالق -جلّ وعلا- إلا أن أجاب بالسمع والطاعة لأمر الله -تعالى-.
  5. أجاب إسماعيل أبيه: (يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ). "الصافات: 102"


لك أن تتخيّل صعوبة الموقف؛ ولدك الذي لطالما انتظرته بفارغ الصبر عليك ذبحه بيدك أنت، وابنك البار الصالح ينظر إليك ويقول لك: افعل ما تؤمر، يا لهذا البلاء العظيم! ويا لهذا الصبر والإذعان للخالق دون ململة أو تذمر أو تهرب! بل سمعاً وطاعة يا خالقي.


قال -تعالى- في التنزيل الكريم: (فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّـهُ مِنَ الصَّابِرِينَ). "الصافات:102" وانظر إلى الأدب مع الله من قِبَلِ إسماعيل -عليه السلام-، وهنا تحديداً الدرس العظيم؛ إن استسلمت الاستسلام المطلق لله -عز وجل- فما ظنك بالله؟


  1. أخذ سيدنا إبراهيم ابنه إسماعيل، وأخذ معه السكين وذهبا لمكانٍ بعيد لينفّذ ما أُمِرَ به.
  2. لما سلّما أمرهما لله -تعالى-، ونزل الشاب الصغير إسماعيل -عليه السلام- على الأرض على وجهه -والحكمة من ذلك لكي لا يرى وجه ولده فيشفق قلبه- ليذبحه أبيه، وأتى بالسكين ليتم أمر الله -تعالى-، ووضع السكين على رقبته، وكاد أن ينحره.
  3. ما إن همّ سيدنا إبراهيم على نحره حتى سُلِبت السكين حدّها؛ أي أصبحت غير مسنونة، كما سلبت النار التي ألقي فيها إبراهيم إحراقها.
  4. نادى منادٍ عليه: لقد كنت خير من صدق وأطاع أمر ربه، وهو بلاءٌ عظيم، وها هو جزاء المحسنين، فديناه بكبش عظيم.
  5. افتدى الله -تعالى- إسماعيل بكبش كبير عظيم، جزاء لطاعتهما واستسلامهما لله -عز وجل- وأمره، فقال الله -تعالى-: (فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ* وَنَادَيْنَاهُ أَن يَا إِبْرَاهِيمُ* قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ* إِنَّ هَـذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ* وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ). "الصافات:103-107"


هذه هي قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام وابنه إسماعيل عليه السلام، وفيها تتجلى معاني الطاعة والخضوع لرب العالمين، وما يكون عاقبة ذلك الخضوع إلا تكريماً وتشريفاً، بل وجعله أمراً تتبعه الأمم من بعدهما.


أما لماذا أوقع الله -تعالى- على إبراهيم هذا البلاء -وكان بلاؤه بابنه الذي لطالما انتظر قدومه-؛ فقد جاوب على ذلك ابن القيم -رحمه الله-: بأن إبراهيم -عليه السلام- رُزق بإسماعيل بعد عمر طويل وسنوات من الدعاء والتضرع لرؤية ذريته، وما أن رُزق به حتى امتلك ابنه أحد شعاب قلب أبيه، فكان والده يحبه حباً عظيماً


وإبراهيم -عليه السلام- خليل الله، ولا تكون الخِلَّة إلا بجعل كافة شعاب القلب لخليله، وبحب إسماعيل -عليه السلام- اختل الأمر، وكان لا بد من إفراغ القلب لله -تعالى- وحده، فكان هذا البلاء وتأديته ليطغى حب الله -تعالى- على حب الولد، ويفرغ لله -عز وجل- وحده.

0

لماذا كانت الإجابه غير مفيده
0/ 200
لقد تجاوزت الحد الأقصى من الحروف المسموحة
رجوع