في عيد الأضحى الماضي ذهبت مع والدي لشراء الأضحية لأول مرة في حياتي، وسمعت أحدهم يقول بأن الأضحية شرعت بعد قصة سيدنا إبراهيم وإسماعيل مع الكبش، فما هي قصة سيدنا إبراهيم وإسماعيل والكبش؟
0
في عيد الأضحى الماضي ذهبت مع والدي لشراء الأضحية لأول مرة في حياتي، وسمعت أحدهم يقول بأن الأضحية شرعت بعد قصة سيدنا إبراهيم وإسماعيل مع الكبش، فما هي قصة سيدنا إبراهيم وإسماعيل والكبش؟
0
0
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، صدقت فقد شُرعت الأضحية وأصبحت جزءاً لا يتجزأ من ديننا في عيد الأضحى بعد هذه الحادثة التي كانت بمثابة اختبار لسيدنا إبراهيم وابنه إسماعيل -عليهما السلام-، اللّذان كانا خير من استسلم لأمر الله -تعالى-، فأكرمهما الباري -جلّ وعلا- جزاءً لا يقل عِظَمُهُ عن البلاء.
وأذكر لك قصة سيدنا إبراهيم وإسماعيل والكبش بطريقة متسلسلة فيما يأتي:
لك أن تتخيّل صعوبة الموقف؛ ولدك الذي لطالما انتظرته بفارغ الصبر عليك ذبحه بيدك أنت، وابنك البار الصالح ينظر إليك ويقول لك: افعل ما تؤمر، يا لهذا البلاء العظيم! ويا لهذا الصبر والإذعان للخالق دون ململة أو تذمر أو تهرب! بل سمعاً وطاعة يا خالقي.
قال -تعالى- في التنزيل الكريم: (فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّـهُ مِنَ الصَّابِرِينَ). "الصافات:102" وانظر إلى الأدب مع الله من قِبَلِ إسماعيل -عليه السلام-، وهنا تحديداً الدرس العظيم؛ إن استسلمت الاستسلام المطلق لله -عز وجل- فما ظنك بالله؟
هذه هي قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام وابنه إسماعيل عليه السلام، وفيها تتجلى معاني الطاعة والخضوع لرب العالمين، وما يكون عاقبة ذلك الخضوع إلا تكريماً وتشريفاً، بل وجعله أمراً تتبعه الأمم من بعدهما.
أما لماذا أوقع الله -تعالى- على إبراهيم هذا البلاء -وكان بلاؤه بابنه الذي لطالما انتظر قدومه-؛ فقد جاوب على ذلك ابن القيم -رحمه الله-: بأن إبراهيم -عليه السلام- رُزق بإسماعيل بعد عمر طويل وسنوات من الدعاء والتضرع لرؤية ذريته، وما أن رُزق به حتى امتلك ابنه أحد شعاب قلب أبيه، فكان والده يحبه حباً عظيماً
وإبراهيم -عليه السلام- خليل الله، ولا تكون الخِلَّة إلا بجعل كافة شعاب القلب لخليله، وبحب إسماعيل -عليه السلام- اختل الأمر، وكان لا بد من إفراغ القلب لله -تعالى- وحده، فكان هذا البلاء وتأديته ليطغى حب الله -تعالى- على حب الولد، ويفرغ لله -عز وجل- وحده.
0
جميع الحقوق محفوظة © موضوع سؤال وجواب
أدخل البريد الإلكتروني لتتلقى تعليمات حول إعادة تعيين كلمة المرور الخاصة بك.