توجد معلومات تنتشر بين الناس بأن السلاطين والخلفاء الذين حكموا الدول الإسلامية بعد الصحابة كانوا يعيشون في ترف دائم، وخاصة سلاطين الدولة العثمانية، فهل هذا صحيح؟ وما هي سمات أبرز سلاطين الدولة العثمانية؟
1
توجد معلومات تنتشر بين الناس بأن السلاطين والخلفاء الذين حكموا الدول الإسلامية بعد الصحابة كانوا يعيشون في ترف دائم، وخاصة سلاطين الدولة العثمانية، فهل هذا صحيح؟ وما هي سمات أبرز سلاطين الدولة العثمانية؟
1
1
حياك الله، حكمت الدولة العثمانية البلاد الإسلامية وتعاقب السلاطين العثمانيين في فترة زمنيّة معينة كانت مزدهرة ومشرقة في التاريخ الإسلامي، والسلاطين بشرٌ كغيرهم من النّاس يُصيبون ويخطئون، أمّا عن قولك أنّهم كانوا يعيشون في ترف دائمٍ فالتاريخ ينفي ذلك.
فقد سطّروا تاريخًا عظيمًا، بدايةً من المؤسس عثمان الذي عُرف ببأسه وشجاعته وحكمته، وخاض العديد من الحروب مع الصليبين وانتصر فيها انتصارًا مؤزرًا، وقد عُرف بإيمانه وعدله بين النّاس.
وتولى بعدها ابنه أورخان الذي انتهج نهجه في الحكم، واستكمل الفتوحات التي بدأ بها والده عثمان المؤسس، وعمِد إلى إنشاء الجامعة الأولى في نيقوميديا بعدما سيطر عليها، وأسس جيشًا إسلاميًا منيعًا، واشتهر بعده السلطان مراد الأول كذلك بجهاده وخوضه المعارك.
واستمراره بالفتوحات الإسلاميّة، وكان يحكم بين الناس بالحق والعدل؛ فقد كان متمسكًا بالدين الإسلامي، وترك إرثًا إسلاميًّا عظيمًا من مدارس ومساجد وأبنية مميزة لخدمة الدولة الإسلامية، وأضحى شهيدًا في معركة قوصوة -رحمه الله-.
ومن السلاطين العثمانيين الذين لمعوا في التاريخ الإسلامي؛ السلطان بايزيد الأول، وقد لقّب السلطان العثماني بايزيد الأول ابن مراد الأول بالصاعقة، وكان من أهم سماته الكرم والعدل والشجاعة، وعُرف كذلك بحبه للجهاد وقد توسع في فتوحاته الإسلامية.
ومن سمات السلطان محمد حلبي الشجاعة والقوة والحلم، فقد شارك في أربعة وعشرين معركة، وخرج منها بأربعين إصابة من جروح وغيرها، وقضى على الحروب والنزاعات الداخلية، وخلفه في الحكم ابنه مراد الثاني، الذي اتسم بالحكمة والحلم والعدل والشجاعة والقوة، كما كان ملتزمًا بالدين الإسلامي وتعاليمه.
ومن أشهر سلاطين الدولة العثمانية محمد الفاتح؛ الذي لقّب بصاحب البشارة؛ لتحقيقه بشارة النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- بفتح القسطنطينية، وفتحه لها هو سبب تسميته بالفتح أيضًا، وكانت مدة حكمة مليئة بالخيرات التي عمّت البلاد الإسلامية، وهذا هو سبب تسميته بأبي الخيرات.
وأولى العلم والعلماء أهمية بالغة، وتابع فتوحات أبيه وأجداده، ومنهم كذلك السلطان بايزيد الثاني وسليمان القانوني، وغيرهم من السلاطين الذين اشتركوا في ذات الصفات الحسنة والحميدة.
فبعد هذا الاستعراض لفئة من السلاطين العثمانيين، نستطيع الحكم عليهم بأنّهم اشتركوا بمجموعة من الصفات الحسنة من الشجاعة والقوة والغلَبة والبأس، واهتموا في العلم والعلماء والجهاد، وعملوا على تحقيق العدل بين الناس، وتمسكوا في الدين الإسلامي وتعاليمه، وعرفوا باتباعِهم لهدي رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-.
كما توسعوا في الفتوحات، فقد قام السلاطين العثمانيين بجعل الدولة الإسلامية ذات نفوذ واسع، وإرث عظيم، فقد اهتموا ببناء المدارس والمساجد والجامعات، وازدهرت الدولة الإسلامية في العهد العثماني ازدهارًا عظيمًا، ومع ذلك فلا يخلوا ماضيهم من أخطاء أو تقصير فهم بشرٌ كغيرهم من الناس، وهذا لا يؤثر على تاريخهم العريق، وينبغي النظر إلى ما حققوه للإسلام والمسلمين، وترك ما يؤخذ عليهم من عيوب.
1
جميع الحقوق محفوظة © موضوع سؤال وجواب
أدخل البريد الإلكتروني لتتلقى تعليمات حول إعادة تعيين كلمة المرور الخاصة بك.