ما هي خطب عمر بن الخطاب في الحج؟

حياك الله السائل الكريم، كان عمر بن الخطاب أنّه كان من أكثر القادة نفوذًا وتأثيرًا، وهو أحد العشرة المبشرين بالجنّة، ولُقّب بالفاروق؛ لتفريقه بين الحق والباطل، وكانت أول خطبة ألقاها عمر بن الخطاب بعد توليه الخلافة، وله أيضاً خطب كثيرة، ومن ذلك خطبه في أيام الحج، وأذكرها فيما يأتي:

"ألا إنّ أحق من تعاهد الرعية رعيته، أن يتعهدهم بالذي لله عليهم من وظائف دينهم الذي هداهم الله له، وإنما علينا أن نأمركم بالذي أمركم الله به من طاعته، وننهاكم عن ما نهاكم الله من معصيته، وأن أقيم أمر الله في قريب النّاس وبعيدهم، لا نبالي على من قال الحق؛ ليتعلم الجاهل، ويتّعظ المفرط، وليقتدي المقتدي، وأنّ الإيمان ليس بالتمني، ولكنّه بالحقائق".

"ومن ازداد اجتهادًا وجد عند الله مزيدًا، وإنّ الجهاد سنام العمل، وإنما المجاهدون من يهجرون السيئات، ومن يأتِ بها، ويقول أقوام جاهدنا، وإنّما الجهاد في سبيل الله اجتناب المحارم، وأنّه ليس شيئًا أحب إلى الله -تعالى-، وأعم نفعًا من حلم إمام ورأفته، وليس شيءٌ أبغض عند الله من جهل إمام".

"ألا والله لم أرسل عمّالي إليكم ليضربوا أبشاركم، ولا ليأخذوا أموالكم، ولكن أرسلتهم إليكم ليعلّموكم دينكم، وسنة نبيكم -صلى الله عليه وسلم- فمن فُعل به غير ذلك فليرفعه إليّ، فوالله الذي نفسي بيده لأقصّنه ممن ظلمه، وإن لم أفعل فأنا شريكه في الظلم".

"وخير لي أن أعزل كل يوم واليًا، من أن أبقى ساعةً من نهار، فإن تبديل الوالي أيسر من تبديل الرعية، فمن كان على أمر من أمور المسلمين فليتق الله فيهم، وألّا تضربوا الناس فتذلوهم، ولا تمنعوهم حقوقهم فتكفروهم، ولا تنزلوهم شرّ المنازل فتضيعوهم، أيها النّاس إذا قضيتم مناسككم فليجتمع إليّ وفود الأنصار مع ولاتهم وعمّالهم، لأنظر في أحوالهم، وأن أقضي بينهم فيما اختلفوا فيه، وآخذ الحق للضعيف والمظلوم".