السلام عليكم، منذ سنوات وعائلتي تعيش في ضيق مالي وتدني في الأوضاع الاقتصادية، وقد سمعت أن هناك أساليب في الإسلام قد تعين الفرد على الكسب والشعور بالرضا، فما هي حلول الفقر في الإسلام؟
1
السلام عليكم، منذ سنوات وعائلتي تعيش في ضيق مالي وتدني في الأوضاع الاقتصادية، وقد سمعت أن هناك أساليب في الإسلام قد تعين الفرد على الكسب والشعور بالرضا، فما هي حلول الفقر في الإسلام؟
1
1
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أسأل الله العليّ العظيم أنْ يفكّ ضيقكم، وييسر أمركم، ويقضي حاجاتكم، أما بخصوص استفسارم فأقول: أولتْ الشريعة الإسلامية مسألة القضاء على الفقر اهتماماً كبيراً، واتخذت جملة من الأحكام الشرعية لمحاربة الفقر، أهمها ما يأتي:
كل إنسان في المجتمع مطالب بالعمل وكسب الرزق قال -تعالى-: (هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ)، "سورة الملك: 15" وهذا يعني أنّ الإسلام رفع من قيمة العمل وجعله في منزلة العبادات.
يعتبر بيت المال الملجأ الأساسي لتأمين حاجات للفقراء، فمصدر المال الأساسي هو الزكاة والصدقات والجزية والوقف، إذ تحرص الدولة على توفير وتأمين المال للمواطنين المتضررين من الفقر وغيره من الأمور التي تساعد على كفايتهم وسد حاجتهم، بالإضافة إلى مسؤولية الدولة بتوفير قطاع التعليم والتدريب للمسلمين لتأهيلهم للدخول إلى قطاع العمل والسعي لرزقهم.
عن عبد الله ابن عمر -رضي الله عنه- أنّ الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال: (ما يَزالُ الرَّجُلُ يَسْأَلُ النَّاسَ، حتَّى يَأْتِيَ يَومَ القِيامَةِ وليسَ في وجْهِهِ مُزْعَةُ لَحْمٍ)، "متفق عليه" والشاهد أن الإسلام يحارب كل ما قد يؤدي إلى أخذ نصيب المحتاج من صدقات الناس بغير حق، كالمتسول الذي يمتهن كرامته في سبيل تحقيق المال من غير فقرٍ منه.
وهو نظام تكافل فطري يُوجب الرجل بالنفقة على زوجته وأولاده، والأولاد مكلفين شرعاً بالنفقة على والديهم الفقراء قال -تعالى-: (يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ)، "سورة البقرة: 215" وقال -تعالى-: (وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ لَا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلَّا وُسْعَهَا). "سورة البقرة: 233"
يُسهم النشاط التطوعي في الكشف عن مشكلة الفقر ويبادر إلى معالجتها عن طريق تأمين الكفاية للمحتاجين قال -تعالى-: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى). "سورة المائدة: 2"
وهو نظام التكافل الأعمق أثراً والأوسع مدى في المجتمع الإسلامي قال -تعالى-: (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا)، "سورة التوبة: 103" وهي حق واجب لله من أموال الأغنياء، والزكاة فريضة لا يجب تركها بأي حالٍ من الأحوال؛ لأنها ركن من أركان الإسلام الخمسة.
وهو أكبر نظام للتكافل الاجتماعي بعد نظام الزكاة، فعن عبد الله ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: (أَصابَ عُمَرُ بخَيْبَرَ أرْضًا، فأتَى النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ: أصَبْتُ أرْضًا لَمْ أُصِبْ مالًا قَطُّ أنْفَسَ منه، فَكيفَ تَأْمُرُنِي بهِ؟ قالَ: إنْ شِئْتَ حَبَّسْتَ أصْلَها وتَصَدَّقْتَ بها، فَتَصَدَّقَ عُمَرُ أنَّه لا يُباعُ أصْلُها ولا يُوهَبُ ولا يُورَثُ في الفُقَراءِ، والقُرْبَى والرِّقابِ وفي سَبيلِ اللَّهِ والضَّيْفِ وابْنِ السَّبِيلِ). "أخرجه البخاري"
لذا كان الإنفاق في سبيل الله من أفضل الأمور التي قد يفعلها العبد المسلم للمسلمين؛ فبالإنفاق يُرفع الضرر عنهم وذلك بسد حاجاتهم، وتيسير أمورهم، وبإعطائهم مال أو إيجاد عملٍ يساعدهم في فتح مشروع صغير يعود على المحتاجين بالخير فلا يحتاجون بعدها للسؤال.
وهكذا نجد أنّ الإسلام عالج مشكلة الفقر ووضع حلولاً للقضاء عليها، من خلال وجوب العمل على كل قادر وتحريم التسول للقادر على العمل، وتشريع عددًا من أنظمة التكافل داخل الأسرة كالنفقة الواجبة ونظام الزكاة والوقف والصدقات والعمل الخيري، وجعل من واجبات الدولة تأمين كفاية هؤلاء الفقراء وتأهيلهم لدخول قطاع العمل.
1
جميع الحقوق محفوظة © موضوع سؤال وجواب
أدخل البريد الإلكتروني لتتلقى تعليمات حول إعادة تعيين كلمة المرور الخاصة بك.