أعرف أنه قد تمكن العلم الحديث من اكتشاف العديد من الحقائق المتعلقة بخلق الإنسان، ثم ربطها بالإعجاز العلمي، وأريد أن أتوسع بفهم هذا الموضوع، فما هي أمثلة الإعجاز العلمي في خلق الإنسان؟
0
أعرف أنه قد تمكن العلم الحديث من اكتشاف العديد من الحقائق المتعلقة بخلق الإنسان، ثم ربطها بالإعجاز العلمي، وأريد أن أتوسع بفهم هذا الموضوع، فما هي أمثلة الإعجاز العلمي في خلق الإنسان؟
0
0
حياك الله السائل الكريم، فإنّ للقرآن الكريم الكثير من وجوه الإعجاز؛ منه البياني، والتشريعي، والإخبار بالغيب، والعلمي، والعلمي يكون حين تلتفت آيات القرآن الكريم إلى حقائقَ علمية -وهي كثيرة-، سبقت العلم المعروف في عصر نزولها، فتَكشف عنها العصور اللاحقة.
وتُثبت كذلك صحّة ما وصفه الحقّ -سبحانه وتعالى-، ومن هذه اللّفتات ما يتحدث عن خلق الإنسان، فقد حثّنا -سبحانه وتعالى- على النظر إلى نفوسنا والتفكّر فيها، فهي مليئةٌ بالآيات، قال الله -سبحانه وتعالى- في مُحكم التنزيل: (وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ)، "سورة الذاريات:21"، وسنذكر لك أمثلة على الإعجاز العلمي في خلق الإنسان:
يقول الحق -سبحانه وتعالى- في سورة المؤمنون: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ* ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ* ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّـهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ)، "سورة المؤمنون:12-14"، وجاء العلم الحديث ليكشف عن تطابق وصف القرآن الكريم لتلك المراحل مع آخر ما توصل له العلم في عصرنا هذا.
يصف الله -عز وجل- في سورة القيامة قدرته -سبحانه- على إعادة الحياة للإنسان في يوم القيامة بعد أن يموت ويصبح عظاماً أو تراباً، ويشير إلى أنّه قادر على إعادة تسوية بَنانه كما كان في الدنيا، والبَنان هوالإصبع، وأغرب ما في الإصبع هي البصمة التي لا يتشابه بها اثنين من البشر: (أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَلَّن نَّجْمَعَ عِظَامَهُ* بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَن نُّسَوِّيَ بَنَانَهُ). "سورة القيامة:3-4"
يُبيّن الحق -سبحانه وتعالى- في آخر سورة القيامة أنّه قادر على أن يُحييَ الموتى؛ كيف لا وهو الذي خلق الإنسان من مَنيّ، ثمّ صار علقة، فقدّره ذكراً أو أنثى، قال -تعالى-: (أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِّن مَّنِيٍّ يُمْنَى* ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى* فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى* أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَن يُحْيِيَ الْمَوْتَى). "سورة القيامة:37-40"
وتجدر الإشارة إلى أنّ الحديث في القرآن الكريم عن الَمنيّ يُرافقه دائماً إشارة إلى الزوجيّة (الذكر والأنثى)، وهذا ما أثبته العلم الحديث الذي يُبيّن أنّ الحيوانات المنوية (المني) هو الذي يُحدد جنس الجنين بتقدير الله -سبحانه وتعالى-.
يبيّن الله -سبحانه وتعالى- أنّ الجنين في رحم أمه يكون محفوظٌ بثلاث ظلمات، قال -تعالى-: (يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِّن بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ)، "الزمر:6" وقد قال كثير من المُفسّرين السابقين بأنّ هذه الظلمات الثلات هي: ظُلمة البطن، وظُلمة الرَّحم، وظُلمة المشيمة.
ولكن ما أثبته العلم الحديث أقرب للآية والصورة الحقيقيّة؛ فهناك ثلاثة أغشية داخل الرحم وهي: الغشاء الأمينوسي، والغشاء الكوريوني، والغشاء الساقط، ولكلّ واحدٍ منها وظيفته.
0
جميع الحقوق محفوظة © موضوع سؤال وجواب
أدخل البريد الإلكتروني لتتلقى تعليمات حول إعادة تعيين كلمة المرور الخاصة بك.