وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، شافاكَ الله وعافاكَ عزيزي السائل، وكفاكَ شرّ الإنس والجن، إنّ ما ذكرته من عزوفٍ عن الدّراسة والآلام الجسدية قد يحمل مؤشراً على إصابتك بالحسد -والله أعلم-، فللحسد علاماتٌ تظهر على الجسد، قد تظهر على المريض كلّها أو بعضها.
وقد صحّ أنّه حدث في زمن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنّ أحدهم أصابت عينه سهل بن حُنيف -رضي الله عنه- وكان أبيضاً حسن الجسم؛ فصُرع، وسقط على الأرض، لا يفيق، ولا يقوى على رفع رأسه، وعندما أخبروا النبي -عليه الصلاة والسلام- بحال سهل، أمر العائن أن يغسل وجهه ويديه ومرفقيه وركبتيه وأطراف رجليه وداخلة إزاره، ثم يصبّ هذا الماء على المصاب بالعين.
قصدتُ أنّه من الممكن أنْ يكون ما أصابك بسبب الحسد أو العين، ولكن قد يكون بعض ما عندك من ترك للدراسة بسبب اجتماعي أو نفسي آخر لا علاقة له بالحسد، وقد يكون بسبب عارض مرضي يحتاج إلى استشارة الأطباء المختصّين، والأخذ بأسباب الشّفاء وتناول العلاج بناءً على توصية الطبيب.
والمشكلة -أخي السائل- أنّ بعض الناس إذا أصابهم أيّ تغيّر سلبي في حياتهم، مرض أو قلة توفيق أو نقصان مال؛ فإنهم أوّل ما يخطر ببالهم مسألة الحسد والعين، والحقيقة أنّ الحسد احتمال من ضمن احتمالات كثيرة، وعموماً فإني أنصحك بما يأتي:
- الالتزام بالرقية الشّرعية، من قراءة سورة الفاتحة سبع مرات، والمعوذتين وآية الكرسي وغيرها من سور القرآن الكريم.
- الأفضل أن يقوم المريض برقية نفسه إن استطاع ذلك، وإلّا فليختر راقٍ يُعرف بتقواه وصلاحه وخوفه من الله -تعالى-.
- الإكثار من قراءة القرآن الكريم وسماعه، خاصّة سورة البقرة؛ فإنّ أخذها بركة وخير.
- الالتزام بأذكار الصّباح والمساء، وأذكار ما قبل النوم، والأذكار عقب الصّلوات الخمسة المفروضة يومياً، والإكثار من الذكر.
- الإكثار من الصّدقة على الفقراء والمحتاجين؛ فهي سببٌ للشفاء العاجل بإذن الله -تعالى-.
- الإلحاح على الله -تعالى- بالدّعاء الخالص لوجهه؛ بالشّفاء العاجل وتغيّر الحال وطرد العين والحسد عن صاحبها.