وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، قال النووي -رحمه الله -: "أجمع العلماء على استحباب الذكر بعد الصلاة"، ففي الحديث قيل لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أيّ الدعاء أسمع؟ قال: (جَوْفُ اللَّيْلِ الآخِر، وَدُبُرُ الصَّلَوَاتِ المَكْتوبات) أخرجه الترمذي وقال: حديث حسن. والأذكار التي وردت في السنة بعد الصلوات عامة منها:
- كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا انصرف من صلاته (استغفر ثلاثاً) وقال: (اللهم أنت السلام ومنك السلام، تباركت يا ذا الجلال والإكرام). أخرجه مسلم في صحيحه عن ثوبان -رضي الله عنه-.
- (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير، اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد). متفق عليه، عن المغيرة بن شعبة -رضي الله عنه- مرفوعاً.
- (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير، لا حول ولا قوة إلا بالله، لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه له النعمة وله الفضل، وله الثناء الحسن، لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون). أخرجه مسلم عن عبد الله بن الزبير -رضي الله عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يهلل بهن دبر كلِّ صلاة.
- (معقبات لا يخيب قائلهن أو فاعلهن دبر كل صلاة مكتوبة، ثلاثا وثلاثين تسبيحة، وثلاثا وثلاثين تحميدة، وأربعا وثلاثين تكبيرة). أخرجه مسلم عن كعب بن عجرة -رضي الله عنه- مرفوعاً.
- في صحيح مسلم عن أبي هريرة مرفوعاً: (من سبح الله في دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين، وحمد الله ثلاثا وثلاثين، وكبر الله ثلاثا وثلاثين، وقال تمام المائة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير، غفرت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر).
- (اللهم إني أعوذ بك من الجبن، وأعوذ بك أن أرد إلى أرذل العمر، وأعوذ بك من فتنة الدنيا وأعوذ بك من عذاب القبر). أخرجه البخاري عن سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يتعوذ دبر الصلاة بهؤلاء الكلمات.
- (أمرني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن أقرأ بالمعوذات دبر كل صلاة). صحيح أخرجه أبو داود، عن عقبة بن عامر -رضي الله عنه-.
- (من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة مكتوبة ، لم يمنعه من دخول الجنة ، إلا الموت). صحيح، أخرجه ابن حبان عن أبي أمامة الباهلي.
- (اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر وعذاب القبر). حديث حسن، أخرجه ابن السني عن أبي بَكرة رضي الله عنه، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يقولها في دبر الصلاة:
- (أوصيك يا معاذ لا تدعن في دبر كل صلاة تقول: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك). صحيح أخرجه أبو داود عن معاذ بن جبل -رضي الله عنه- يرفعه.
وهناك بعض الأذكار التي رويت بأسانيد فيها ضعف منها:
- (اللهم اجعل خير عمري آخره، وخير عملي خواتمه، واجعل خير أيامي يوم ألقاك).أخرجه ابن السني، عن أنس -رضي الله عنه- مرفوعاً.
- (أشهد أن لا إله إلا الله الرحمن الرحيم، اللهم أذهب عني الهم والحزن) أخرجه ابن السني، عن أنس -رضي الله عنه- مرفوعاً.
أما الأذكار الموقوفة على ما بعد صلاة الصبح والمغرب، فمنها:
- من قال في دبر صلاة الصُّبح وهو ثانٍ رجليه قبل أن يتكلم: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شئ قدير، عشر مرات كتب له عشر حسنات، ومُحي عنه عشر سيئات، ورفع له عشر درجات، وكان يومه ذلك في حرز من كل مكروه وحرس من الشيطان ولم ينبغ لذنب أن يدركه في ذلك اليوم إلا الشرك بالله -تعالى-). أخرجه الترمذي عن أبي ذر -رضي الله عنه- مرفوعاً وقال: هذا حديث حسن.
- إذا انصرفت من صلاة المغرب فقل: (اللهم أجرني من النار سبع مرات، فإنك إذا قلت ذلك ثم مت من ليلتك كتب لك جوار منها، وإذا صليت الصبح فقل كذلك، فإنك إن مت من يومك كتب لك جوار منها). أخرجه أبو داود عن مسلم بن الحارث -رضي الله عنه- مرفوعاً.
- إذا صلَّيت الصُّبح قل: (اللهم إني أسألك علما نافعا، وعملا متقبلا، ورزقا طيبا). حديث حسن أخرجه ابن ماجه عن أم سلمة -رضي الله عنها-.
- (اللهم بك أحاول، وبك أصاول، وبك أقاتل). حديث حسن أخرجه ابن السني عن صهيب الرومي أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يحرك بها شفتيه بعد الفجر.
فيستطيع المصلِّي أن يرتب ما يمكنه المداومة عليه من هذه الأذكار بعد صلاته، ويقدِّم ما قُيد محلها عند الانصراف من الصَّلاة؛ كالاستغفار والمعوذات وآية الكرسي، ولا يطيل الانشغال كثيراً بعد المكتوبة عن أداء السُّنن الرَّاتبة بعدها.