ما هو سؤال منكر ونكير في القبر؟

حياك الله السائل الكريم، وأسأل الله -تعالى- أن يتغمَّد صديقك بواسع رحمته ومغفرته ورضوانه، وأن يجعل قبره روضةً من رياض الجنة، يُسأل الميت في قبره عن ثلاثة أمورٍ، عن ربِّهِ، ودينهِ، والرجل الذي بعث فيهم، فمن أجاب فاز بنعيم القبر إلى يوم يبعثون، ومن لم يُجب يبقى في عذابٍ دائمٍ والعياذ بالله.

وقد ثبت رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- أنه قال: (فترجِعُ روحُهُ في جسدِهِ ويبعثُ إليهِ ملَكانِ شديدا الانتهارِ فيُجلسانِهِ وينتهرانِهِ ويقولانِ من ربُّك؛ فيقولُ: اللَّهُ وما دينُك: فيقولُ: الإسلامُ فيقولانِ لهُ ما هذا الرَّجلُ أو النَّبيُّ الَّذي بُعِثَ فيكم؛ فيقولُ: محمَّدٌ رسولُ اللَّهِ فيقولانِ لهُ وما يُدريكَ؛ قالَ فيقولُ: قرأتُ كتابَ اللَّهِ فآمنتُ بهِ وصدَّقت). "أخرجه البخاري"

والقبر هو أول منزلةٍ من منازل الآخرة، وعندما ينزلُ به الإنسان، يأتيه فيه ملكان أسودان أزرقان كما قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إذا قُبرَ أحدُكم، أو الإنسانُ آتاه ملَكانِ أسوَدانِ أزرقانِ، يُقالُ لأحدِهما: المنكَرُ وللآخرِ: النَّكيرُ). "أخرجه الترمذي وقال حسن"

وذلك كما ثبت عن أنس بن مالك عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (العَبْدُ إذَا وُضِعَ في قَبْرِهِ، وتوُلِّيَ وذَهَبَ أصْحَابُهُ حتَّى إنَّه لَيَسْمَعُ قَرْعَ نِعَالِهِمْ، أتَاهُ مَلَكَانِ، فأقْعَدَاهُ، فَيَقُولَانِ له: ما كُنْتَ تَقُولُ في هذا الرَّجُلِ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-؟ فيَقولُ: أشْهَدُ أنَّه عبدُ اللَّهِ ورَسولُهُ، فيُقَالُ: انْظُرْ إلى مَقْعَدِكَ مِنَ النَّارِ أبْدَلَكَ اللَّهُ به مَقْعَداً مِنَ الجَنَّةِ، قَالَ النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-: فَيَرَاهُما جَمِيعاً، وأَمَّا الكَافِرُ أوِ المُنَافِقُ فيَقولُ: لا أدْرِي، كُنْتُ أقُولُ ما يقولُ النَّاسُ، فيُقَالُ: لا دَرَيْتَ ولَا تَلَيْتَ، ثُمَّ يُضْرَبُ بمِطْرَقَةٍ مِن حَدِيدٍ ضَرْبَةً بيْنَ أُذُنَيْهِ، فَيَصِيحُ صَيْحَةً يَسْمَعُهَا مَن يَلِيهِ إلَّا الثَّقَلَيْنِ). "أخرجه البخاري"