حياك الله السائل الكريم، دعا نبي الله زكريا -عليه السلام- ربَّهُ لِيَهبَ لهُ غلاماً زكياً، ولكن دعاؤه كان في كِبَرِه وامرأته كانت عاقراً لا تنجب، وما انبثق هذا الدُّعاء منه إلَّا حينما رأى مريم -عليها السلام- تُرزق الطعام من عند الله -تعالى- من غير تعبٍ ولا ميعاد.[ [١] ]
وهنالك دعا زكريا أن يُحقق الله -تعالى- له ما يصبو إليه، قال -تعالى-: (كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَـذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّـهِ إِنَّ اللَّـهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ* هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ). [ [٢] ][ [٣] ]
وقد ذكرت الآيات التي في سورة آل العمران؛ إنَّ زكريا -عليه السلام- حينما كان يدعو الله -تعالى- بتذلل وإخلاص وخشوع استجاب الله له وقد كان قائما يُصلي في المحراب فوهب له يحيى -عليه السلام-، فقال -تعالى-: (فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّـهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللَّـهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ).[ [٤] ]
وذكرت الآيات التي في سورة مريم أنَّ الله -تعالى- استجاب لزكريا حينما ناجاه بالليل وهو قائم في المحراب وحده، وهو ما يُسمَّى بالنِّداء الخفي، فلقد دعا ربَّه -عز وجل- في مشهد من أعظم مشاهد الافتقار إليه والتوسل والتضرُّع إليه، دعاءً خفياً نقياً خالياً من الرياء والسُّمعة والشُّهرة.[ [٥] ]