ما هو دعاء بارك الله لك في الموهوب؟

لم يرد في السنة كلمات مخصوصة تقال للمولود الجديد، ولا يوجد في هذه المسألة أية آثار أو أحاديث مأثورة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

والأمر واسع في مثل هذه الحالات، فبإمكانك أن تتخير من الدعاء ما تشاء، ثم تدعو به، لأنها في مناسبات اجتماعية وما شابه، والدعاء الذي سألت عنه هو: "بارك الله لك في الموهوب، وشكرت الواهب، وبلغ أشدّه، ورُزقتما برّه"، ومن المؤكد أن الصحابة والتابعين كانوا يبارك لبعضهم، ولما لم يكن معهم شيء من النصوص يحفظونها لا بد أنهم اجتهدوا في معنى مناسب ثم قالوه.

وقد وردت بعض الأدعية عن بعض التابعين؛ كالحسن البصري، وأيوب السختياني وهي:

1. (قَالَ رَجُلٌ عِنْدَ الْحَسَنِ لِآخَرَ: لِيَهْنِكَ الْفَارِسُ فَقَالَ الْحَسَنُ: لَعَلَّهُ لَا يَكُونُ فَارِسًا لَعَلَّهُ يَكُونُ بَقَّالًا أَوْ جَمَّالًا، وَلَكِنْ قُلْ: "شَكَرْتَ ‌الْوَاهِبَ وَبُورِكَ لَكَ فِي ‌الْمَوْهُوبِ، وَبَلَغَ أَشُدَّهُ وَرُزِقْتَ بِرَّهُ"). أخرجه ابن أبي الدنيا في النفقة على العيال.

1. (كَانَ أَيُّوبُ إِذَا هَنَّأَ بِمَوْلُودٍ قَالَ: جَعَلَهُ ‌اللَّهُ ‌مُبَارَكًا ‌عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ). أخرجه ابن أبي الدنيا في النفقة على العيال.

أما معنى الواهب؛ أي الذي يهب؛ أي يعطي، والواهب هو المعطي، والمقصود هنا هو الله -تعالى- فهو الوهاب، أما الموهوب؛ فهو الشيء الذي يوهب، ومعناه هنا، هو المولود الجديد. والمقصود من القول السابق: أعانك الله يا أيها الأب أو الأمّ على شكر الله -تعالى- على ما وهبكم وأعطاكم، وبارك لكم بالمولود الجديد.

وردت بعض الأدعية في القرآن على ألسنة الأنبياء، يمكن قولها مثل:

1. (وَاجعَلهُ رَبِّ رَضِيًّا). "سورة مريم:6"
2. (رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا). "سورة الفرقان:74". فبإمكانك أن تقوله بالمعنى: جعله الله قرة عين لكم، وجعله للمتقين إماما.

والله تعالى أعلم.