حياكم الله، عبارة "جزاك الله" صيغة دعاء لكنها لا تدل على معنى إيجابي أو سلبي، فإذا صدرت من أحدهم قد يجاب عليه بماذا يجزيني الله؟ لذلك لا بدّ من إتمام الجملة بقول "جزاك الله خيرا"، أو جزاك الله الجنة"، وورد في سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- الكثير من الأحاديث التي ذكر فيها "جزاك الله خيرا"، نورد منها الآتي:
- (عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- أنَّها اسْتَعارَتْ مِن أسْماءَ قِلادَةً فَهَلَكَتْ، فأرْسَلَ رَسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- ناسًا مِن أصْحابِهِ في طَلَبِها، فأدْرَكَتْهُمُ الصَّلاةُ فَصَلَّوْا بغيرِ وُضُوءٍ، فَلَمَّا أتَوُا النبيَّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- شَكَوْا ذلكَ إلَيْهِ، فَنَزَلَتْ آيَةُ التَّيَمُّمِ فقالَ أُسَيْدُ بنُ حُضَيْرٍ: جَزاكِ اللَّهُ خَيْرًا، فَواللَّهِ ما نَزَلَ بكِ أمْرٌ قَطُّ، إلَّا جَعَلَ اللَّهُ لَكِ منه مَخْرَجًا، وجُعِلَ لِلْمُسْلِمِينَ فيه بَرَكَةٌ). "أخرجه البخاري"
- (عن عبد الله بن عمر حَضَرْتُ أَبِي حِينَ أُصِيبَ، فأثْنَوْا عليه، وَقالوا: جَزَاكَ اللَّهُ خَيْرًا، فَقالَ: رَاغِبٌ وَرَاهِبٌ، قالوا: اسْتَخْلِفْ، فَقالَ: أَتَحَمَّلُ أَمْرَكُمْ حَيًّا وَمَيِّتًا، لَوَدِدْتُ أنَّ حَظِّي منها الكَفَافُ، لا عَلَيَّ وَلَا لِي، فإنْ أَسْتَخْلِفْ فَقَدِ اسْتَخْلَفَ مَن هو خَيْرٌ مِنِّي، يَعْنِي أَبَا بَكْرٍ، وإنْ أَتْرُكْكُمْ فقَدْ تَرَكَكُمْ مَن هو خَيْرٌ مِنِّي، رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ-. قالَ عبدُ اللهِ: فَعَرَفْتُ أنَّهُ حِينَ ذَكَرَ رَسولَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- غَيْرُ مُسْتَخْلِفٍ). "أخرجه مسلم"