ما هو دعاء المظلوم للانتقام من ظالم ابني؟

وعليكم السّلام ورحمة الله وبركاته، أبشري؛ فقد جاء في القرآن الكريم دعاء سيدنا نوح-عليه السلام-: (فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانتَصِرْ) (القمر:10)، ولكِ أن تتوجهي لله -تعالى- بالدّعاء بما شئت، ولكن بالقدر الذي ظُلِم فيه ابنك، مثل:

1. اللهمّ ردّ إلى ابني حقّه، وجازي من ظلمه بعدلك يا رب العالمين.
2. اللهمّ أنت تعلم بظلمهم لابني فاقتصّ منهم واشفِ صدري.
3. اللهم أظهر براءة ابني، واكشف ظلم من ظلمه وافترى عليه يا قوي با عزيز.

وإن كان الموقف يحتمل العفو، فلتحتسبي الأجر عند الله، وإن كنتِ لا بد داعية فلا تتجاوزي الحدّ في الدعاء، فالدعاء على الظالم يكون بقدر المظلمة، وتذكري قول رسول الله-صلّى الله عليه وسلّم-: (ثلاثةٌ لا تُرَدُّ دعوتُهم: الإمامُ العادلُ، والصَّائمُ حينَ يُفطِرُ، ودعوةُ المظلومِ تُحمَلُ على الغَمامِ، وتُفتَحُ لها أبوابُ السَّمواتِ، ويقولُ الرَّبُّ: وعِزَّتي لَأنصُرَنَّكِ ولو بعدَ حينٍ)، رواه ابن حبان وصحّحه.

حياك الله السائل الكريم، ونسأل الله -سبحانه وتعالى- أن يردّ لك ابنك، ويفرّج عنكم، وجواباً على سؤالك فإنّ في القرآن الكريم والسنّة النبوية أدعيةٌ تنفعك -بإذن الله-، ومن التمسها موقناً بالله فإنّه لا يُرد -إن شاء الله تعالى-، وسأعرض لك بعض هذه الأدعية والمواطن، وهي كما يأتي:

1. قال الله -تعالى-: (وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ). "غافر: 44"
2. قال الله -تعالى-: (رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا). "الكهف: 10"
3. قال الله -تعالى-: (لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ). "الأنبياء:87"
4. قال الله -تعالى-: (فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ). "سورة القمر:10"، فيمكنك أن تدعو "ربي إني مغلوبٌ فانتصر"
5. (من قال إذا أصبح وإذا أمسى حسبيَ اللهُ لا إله إلا هو عليه توكلتُ وهو ربُّ العرشِ العظيمِ سبعَ مراتٍ كفاه اللهُ ما أهمَّه). أخرجه أبو داود وسكت عنه، وكلّ ما سكت عنه صالح
6. (ربِّ أعنِّي ولا تُعِن عليَّ، وانصرني ولا تنصُر عليَّ، وامكُر لي ولا تمكُر عليَّ، وانصُرني على من بَغى عليَّ، ربِّ اجعلني لَكَ شَكَّارًا، لَكَ ذَكَّارًا، لَكَ رَهَّابًا، لَكَ مِطواعًا، لَكَ مُخبتًا، إليكَ أوَّاهًا مُنيبًا، ربِّ تقبَّل توبَتي، واغسِل حوبَتي، وأجِب دعوتي، وثبِّت حجَّتي، واهدِ قلبي، وسدِّد لِساني، واسلُل سخيمةَ قلبي). أخرجه الترمذي وهو حسن صحيح
7. (اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ الهَمِّ والحَزَنِ، والعَجْزِ والكَسَلِ، والجُبْنِ والبُخْلِ، وضَلَعِ الدَّيْنِ، وغَلَبَةِ الرِّجالِ). أخرجه البخاري عن أنس بن مالك
8. (اللهم إني عبدُكَ، وابنُ عبدِكَ، وابنُ أَمَتِكَ، ناصيتي بيدكَ، ماضٍ فيَّ حُكْمُكَ، عدلٌ فيَّ قضاؤُكَ، أسألكَ بكلِّ اسمٍ هو لك، سميتَ به نفسكَ، أو علَّمتَه أحدًا من خلقِكَ، أو أنزلتهَ في كتابِكَ، أو استأثرتَ به في علمِ الغيبِ عندك أن تجعلَ القرآنَ ربيعَ قلبي، ونورَ صدري، وجلاءَ حزني، وذهابَ همِّي إلا أذهب اللهُ همَّه وحزنَه، وأبدلَه مكانَه فرجًا). أخرجه ابن حبّان بإسنادٍ صحيحٍ عن عبد الله بن مسعود
9. (يا حيُّ يا قيُّومُ برحمتِكِ أستغيثُ، أصلِحْ لِي شأنِي كلَّهُ، ولا تكِلْنِي إلى نفسِي طرْفةَ عيْنٍ). أخرجه النسائي وحسّنه الألباني
10. استثمار وقت الثلث الأخير من الليل بالدعاء

عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: (أقربُ ما يكونُ العبدُ من ربِّه وهو ساجدٌ)، أخرجه مسلم، وقال رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ يَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ، مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ). أخرجه البخاري عن أبي هريرة