ما هو تاريخ نزول الوحي؟

أهلاً بك، بحث العديد من المؤرخين وأهل السير والتراجم في تاريخ نزول الوحيّ أول مرة على النبي -صلى الله عليه وسلم-، ونتج عن ذلك تعدد آرائهم في تحديد الشهر الذي كان فيه نزول الوحيّ، كما تعددت آراؤهم في تحديد اليوم من ذلك الشهر.

إلا أنّ بعض أهل العلم قاموا بالجمع بين القرائن والأقوال، حتى توصلوا إلى القول بأنّ تاريخ نزول الوحيّ كان يوم الاثنين، في الحادي والعشرين من شهر رمضان ليلاً، وذلك قبل الهجرة، وهو ما يوافق سنة (610) ميلادياً.

وهو قول المباركفوري -رحمه الله- ومن وافقه من أهل العلم، وقد علل أصحاب هذا القول سبب تحديد هذا التاريخ لبدء نزول الوحيّ بالآتي:

1. إنّ نزول الوحي فيّ شهر رمضان دلّت عليه الكثير من القرائن؛ منها:
2. قوله -تعالى-: (شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ...)، [البقرة: 185] فيكون نزول الوحيّ في أول آيات على النبي -صلى الله عليه وسلم- في شهر رمضان.
3. قوله -تعالى-: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ)؛ [القدر: 1] ومعلوم أنّ ليلة القدر تكون في شهر رمضان.
4. القرائن التي تدلّ على أنّ خلوة النبي -صلى الله عليه وسلم- في غار حراء كانت في شهر رمضان.
5. إنّ اختيار القول بأنّ يوم الاثنين هو اليوم الذي نزل فيه الوحيّ؛ هو قول أكثر أهل العلم إن لم يكن قولهم كلّهم؛ لما ثبت من حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- لمّا سُئل عن سبب صيام يوم الاثنين، فأجاب: (... ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ، وَيَوْمٌ بُعِثْتُ، أَوْ أُنْزِلَ عَلَيَّ فِيهِ...). [أخرجه مسلم]
6. إنّ تحديد يوم الحادي والعشرين من شهر رمضان؛ يعود إلى أنّ أيام الاثنين في شهر رمضان من تلك السنة المذكورة -سنة 610 م- توافق أن تكون في: السابع، والرابع عشر، والحادي والعشرين، والثامن والعشرين، وقد دلّت العديد من النصوص الشرعيّة أنّ ليلة القدر لا تكون إلا في الليالي الفرديّة من العشر الأواخر من شهر رمضان؛ لذا وقع الاختيار على اليوم الحادي والعشرين استدلالاً بالآية التي تبيّن أنّ نزول القرآن كان في ليلة القدر.