قرأت مرة كتابًا عن فضل الدعاء، وكان قد ذكر الكاتب فيه معلومة تقول بأن للدعاء فضلا خاصة بعد كل آذان، ولكنه لم يذكر الفضل، وأريد أن أعرف ما فضل الدعاء بعد الآذان؟
0
قرأت مرة كتابًا عن فضل الدعاء، وكان قد ذكر الكاتب فيه معلومة تقول بأن للدعاء فضلا خاصة بعد كل آذان، ولكنه لم يذكر الفضل، وأريد أن أعرف ما فضل الدعاء بعد الآذان؟
0
0
أخي الكريم، بارك الله فيك على حرصك واهتمامك بالأدعية والأذكار، وتحرّي الصواب في المعلومة، وإجابة على استفسارك يمكن القول أنّ الدعاء بعد الأذان يقسم إلى قسمين؛ دعاء بعد الأذان مباشرة، ودعاء بين الأذان والإقامة، وسنوضح لك المسألة في الحالتين -إن شاء الله-.
الدعاء الذي بعد الأذان مباشرة، ويمكن تقسيمه -أيضا- إلى قسمين؛ دعاء مأثور، ودعاء غير مأثور، وفيما يلي بيان ذلك:
وهو الذي تقوله بعد الانتهاء من الأذان بألفاظ لا تتغير؛ لأنه وارد بألفاظه عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، أنه قال: (مَنْ قَالَ حِينَ يَسْمَعُ النِّدَاءَ: اللَّهُمَّ رَبَّ هَذِهِ الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ، وَالصَّلَاةِ القَائِمَةِ آتِ مُحَمَّدًا الوَسِيلَةَ وَالفَضِيلَةَ، وَابْعَثْهُ مَقَامًا مَحْمُودًا الَّذِي وَعَدْتَهُ، حَلَّتْ لَهُ شَفَاعَتِي يَوْمَ القِيَامَةِ). أخرجه البخاري، عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه-.
وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ قَالَ حِينَ يَسْمَعُ الْمُؤَذِّنَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، رَضِيتُ بِاللهِ رَبًّا، وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولًا، وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا، غُفِرَ لَهُ ذَنْبُهُ). أخرجه مسلم، عن سعد بن أبي وقّاص.
ويستحب للمسلم أن يصلي على النبي -صلى الله عليه وسلم- عقب النداء، وذلك للحديث الصحيح: (إِذَا سَمِعْتُمُ الْمُؤَذِّنَ، فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ ثُمَّ صَلُّوا عَلَيَّ، فَإِنَّهُ مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا)، أخرجه مسلم عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما-.
وهو الدعاء المطلق، ويكون بعد الأذان، إذ يستحب للمسلم بعد الأذان أن يدعو ربّه -سبحانه- بما شاء، لما جاء عن عبد الله بن عمرو، قال: (أَنَّ رَجُلًا، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ الْمُؤَذِّنِينَ يَفْضُلُونَنَا، فَقَالَ: رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: قُلْ كَمَا يَقُولُونَ؛ فَإِذَا انْتَهَيْتَ فَسَلْ؛ تُعْطَهْ). أخرجه ابن حجر العسقلاني في نتائج الأفكار، والحديث حسن.
أما الدعاء بين الأذان والإقامة، فيستحب الدعاء بمطلق الدعاء، بين الأذان والإقامة، بما فتح الله -تعالى- عليك من خيري الدنيا والآخرة، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (الدُّعَاءُ لَا يُرَدُّ بَيْنَ الْأَذَانِ وَالْإِقَامَةِ). أخرجه الترمذي، والحديث حسن صحيح.
0
جميع الحقوق محفوظة © موضوع سؤال وجواب
أدخل البريد الإلكتروني لتتلقى تعليمات حول إعادة تعيين كلمة المرور الخاصة بك.