قرأت قصة على موقع الكتروني، وشعرت أنها أسطورة وليست حقيقة، وهي تتعلق بخاتم سيدنا سليمان والذي كان يتواصل مع الجن من خلاله، وقيل إنه خلعه وضاع منه ووجده لاحقاً في بطن السمكة، فما صحة قصة سيدنا سليمان مع السمكة؟
2
قرأت قصة على موقع الكتروني، وشعرت أنها أسطورة وليست حقيقة، وهي تتعلق بخاتم سيدنا سليمان والذي كان يتواصل مع الجن من خلاله، وقيل إنه خلعه وضاع منه ووجده لاحقاً في بطن السمكة، فما صحة قصة سيدنا سليمان مع السمكة؟
2
2
السلام عليكم، حياكم الله، بدايةً أريد أن أُثني على اهتمامك بالتأكد من صحة المعلومة التي وصلتك، وهذا هو منهج المسلم الصحيح في تلقّي المعلومة التي تصله؛ فكما قال الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا)، "سورة الحجرات: 6"، فليس كل من قال كلاماً أخذنا به وصدّقناه، وخاصة فيما يتعلّق بأمور الدين، فبارك الله فيك ونفع بك.
وأمّا فيما يتعلّق بقصة سيدنا سليمان مع السمكة فقد وردت الكثير من النصوص بشأنها إلا أنّها لا تصح، ومنها:
ما رواه أحمد والترمذي وابن ماجه عن أبي هريرة أنه قال: (تَخْرُجُ الدَّابَّةُ وَمَعَهَا خَاتَمُ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ، وَعَصَا مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ -عَلَيْهِمَا السَّلَامُ- فَتَجْلُو وَجْهَ الْمُؤْمِنِ بِالْعَصَا، وَتَخْطِمُ أَنْفَ الْكَافِرِ بِالْخَاتِمِ، حَتَّى أَنَّ أَهْلَ الْحِوَاءِ لَيَجْتَمِعُونَ، فَيَقُولُ: هَذَا يَا مُؤْمِنُ، وَيَقُولُ هَذَا: يَا كَافِرُ)، ضعّفه الألباني وقال عنه: مُنكَر.
وهذا الحديث المذكور أعلاه ليس هو فقط حديث ضعيف، بل هو حديث منكر، وهو أيضاً لم يرد فيه أنّ هذا الخاتم كان سبب مُلك سيدنا سليمان -عليه الصلاة والسلام-، كما يدّعي اليهود في القصة التي ألّفوها وأشاعوها وافتروا بها على نبي الله الكريم سيدنا سليمان -عليه السلام-؛ فقد قالوا إنّ سليمان -عليه السلام- كان يسيطر على الجن والإنس بهذا الخاتم.
وقالوا إنه كان إذا أراد شيئا حرك خاتمه، وأنّ الشيطان ظهر بصورة سليمان وخدع امرأته وأخذ منها الخاتم، فدانت له الشياطين والإنس والجن، ونُزع من سليمان ملكه؛ بسبب فقده للخاتم، وجلس هذا الشيطان الذي أخذ الخاتم على عرش سليمان، وكان يقضي بين الناس، كما ذكروا أن هذا الشيطان كان يأتي نساء سليمان إلى أن استرد سليمان خاتمه، وعاد إليه ملكه.
وهذه القصة بالتأكيد هي قصة مكذوبة على نبي الله سليمان -عليه السلام-، وهي من افتراءات اليهود وكذبهم على نبيّ الله سليمان -عليه السلام-، فهناك طوائف منهم لا يعتقدون بنبوة سليمان -عليه السلام-، ويقولون: إنه كان مجرد ملك ساحر فحسب. وممّا ذكره العلماء في بُطلان هذه الافتراءات على نبي الله سليمان:
والله تعالى أعلم.
2
جميع الحقوق محفوظة © موضوع سؤال وجواب
أدخل البريد الإلكتروني لتتلقى تعليمات حول إعادة تعيين كلمة المرور الخاصة بك.