0

ما دور الثقافة في الاستيلاء على اللغة؟

كُلفت بكتابة تقرير عن علاقة الثقافة باللغة وأريد معرفة دور الثقافة في الاستيلاء على اللغة، هل لها صلة بذلك أصلًا؟

11:19 25 يناير 2022 100 مشاهدة

0

إجابات الخبراء (1)

0

إجابة معتمدة
لورا المجالي
لورا المجالي . الهندسة
تم تدقيق الإجابة بواسطة اشراق الدهون 11:19 25 يناير 2022

إنّ العلاقة بين الثقافة واللغة وثيقة وقديمة، فاللغة تُشكل الثقافة وتتشكل بها، ولا يمكن أن نصف العلاقة بينهما على أنّها استيلاء، لكن من الممكن أنّك تقصد تأثر لغة المستعمَر بالسيطرة الثقافية للمستعمِر، لأنّ المستعمِر يُحاول أو يفرض لغته على المستوى الرسمي والعملي والعلمي، فيستخدمها في المعاملات الرسمية والحكومية والمدارس ومختلف مجالات العمل.


وذلك يعني تراجع استخدام السكان الأصليين للغتهم مقابل استخدام اللغة التي يفرضها المستعمِر، ولا بد أن هذه اللغة تحمل ثقافة الآخر وتمهد لقبولها، وقد قال عالم الاجتماع العربي ابن خلدون في مقدمته أنّ المغلوب مولع بتقليد الغالب، الأمر الذي يدفع الشعوب إلى مجاراة الثقافات المسيطرة من نواحٍ عدة منها ما يتعلق باللغة ومنها ما يتعلق بالعادات والتقاليد ونمط الحياة الذي يشمل اللباس.


وتُعد اللغة أول ما يُظهر هذا النوع من التقليد فترى الأشخاص متجهين إلى تعلم لغة الآخر ودراستها وزجها أثناء الكلام والمحادثات اليومية العادية، فتكثر الدراسات والمؤلفات ويتسع الأمر ليصل إلى التعليم فتكثر الدراسات التي تستخدم لغة الآخر في الكتب والأبحاث لا بلغة المؤلفين الأصلية، الأمر الذي يؤدي إلى تراكم المعرفة بلغة الآخر على حساب اللغة الأصلية، وبالتالي بناء منتج ثقافي للآخر والاندماج معه ومع ثقافته وعاداته في الكتابة.


ولمّا كانت اللغة وعاء الفكر فإنّه ستتسلل عبر تلك اللغة طرق التفكير والتعبيرات المرتبطة بالثقافة إلى مستخدم اللغة الأجنبي فيتأثر بها، ومع الوقت سيفكر ضمن القوالب والأنماط التي تسربت إلى وعيه ولا وعيه عن طريق اللغة التي تعلمها، فيمتد هذا التأثير على حساب اللغة الأصلية التي ترتبط بدورها بالثقافة القومية والعادات والتقاليد وأنماط التفكير، وبناءً على ما سبق يحصل تراجع في بعض اللغات ويقل عدد المتكلمين بها، وتقل أشكال الاهتمام بها.

0

لماذا كانت الإجابه غير مفيده
0/ 200
لقد تجاوزت الحد الأقصى من الحروف المسموحة
رجوع