حيّاك الله السائل الكريم، وإنّي أبشرك أنّ إحساسك بالندم على ما فعلت علامة من علامات توبتك، واعلم أخي أنّ الله -تعالى- يقبل التوبة من عباده مهما فعلوا، فقد قال -سبحانه-: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ). "الزمر: 53"
فالله -تعالى- يقبل التوبة من الكبائر ما دامت شروط التوبة النصوح متحققة؛ بأن تندم على ما فعلت، وتُقلع عنه فوراً، وتعزم على عدم العودة مجدداً لما فعلت، وأن تقوم بإرجاع الحقوق لأصحابها إن كان فيما فعلت تعدٍ على حقوق أحد من الناس.
وأما بالنسبة لدعاء التوبة من الكبائر فيمكنك الدعاء بأي صيغة استغفار مأثورة، أو بأي دعاء من صياغتك تتوجه به لله طالباً مغفرته، وسأورد لك بعض أدعية الاستغفار والتوبة المأثورة فيما يأتي:
- (رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلَانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ). "سورة البقرة: 286"
- (اللَّهُمَّ أنْتَ رَبِّي، لا إلَهَ إلَّا أنْتَ، خَلَقْتَنِي وأنا عَبْدُكَ، وأنا علَى عَهْدِكَ ووَعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ، أبُوءُ لكَ بنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وأَبُوءُ لكَ بذَنْبِي فاغْفِرْ لِي، فإنَّه لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أنْتَ، أعُوذُ بكَ مِن شَرِّ ما صَنَعْتُ). "أخرجه البخاري، عن شداد بن أوس مرفوعاً"
- (اللَّهُمَّ إنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيراً، ولَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أنْتَ، فَاغْفِرْ لي مَغْفِرَةً مِن عِندِكَ، وارْحَمْنِي، إنَّكَ أنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ). "أخرجه البخاري"
- (اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي ذَنْبِي كُلَّهُ دِقَّهُ، وجِلَّهُ، وأَوَّلَهُ وآخِرَهُ، وعَلانِيَتَهُ وسِرَّهُ). "أخرجه مسلم"