0

ما هي المغفرة؟

السلام عليكم، سمعت في محاضرة أن المغفرة معناها: مسامحة الله للعبد على الذنوب، والعصمة عن الإثم والخطيئة، ولكن دون مسح الذنب من صحيفته، وأن العفو هو مسامحة العبد ومسح الذنب من صحيفته، وأريد التأكد من ذلك، فهل يمكنكم التوضيح لي: ما هي المغفرة؟

11:15 20 أكتوبر 2021 944 مشاهدة

0

إجابات الخبراء (2)

0

إجابة معتمدة
حنين سرحان
حنين سرحان . الشريعة
تم تدقيق الإجابة بواسطة إيناس أبو قضامة 11:15 20 أكتوبر 2021

وعليكم السلام ورحمة الله، أشكرك على اهتمامك بمثل هذه المسائل الدقيقة ودلالات الألفاظ، وإجابة على سؤالك أقول:


  1. ذهب بعض العلماء إلى القول: بأنّ العفو أبلغ من المغفرة؛ لأن العفو تدل على المحو، والمغفرة تدل على الستر، والمحو أبلغ من الستر.
  2. بينما ذهب آخرون من أهل العلم إلى أن المغفرة أبلغ من العفو

على اعتبار أنذ العفو ترك العقاب، ولا يلزم منه الستر والثواب، أمّا المغفرة إحسان وفضل وستر؛ وفيما يأتي تعريف المغفرة والعفو:


  1. المغفرة: يقتضي إسقاط العقاب، وإيجاب الثواب، ولا يستحق الغفران إلا المؤمن، ولا يُستعمل لفظ المغفرة إلّا مقترناً بلفظ الله -تعالى- فيُقال: غفر الله لك.
  2. العفو: يقتضي إسقاط اللوم والذم، ولا يقتضي إيجاب الثواب، ولهذا يُستعمل مع العبد، فيُقال: عفا فلان عن فلان.


والله تعالى أعلم.

0

لماذا كانت الإجابه غير مفيده
0/ 200
لقد تجاوزت الحد الأقصى من الحروف المسموحة
رجوع

0

زكريا البلخي
زكريا البلخي . الشريعة
تم تدقيق الإجابة بواسطة هانئة سالمين 15:33 11 نوفمبر 2021

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، حياكم الله، إن من أفضل العلوم التي يُندب الاستزادة منها هو التعرف على معاني صفات الله وأسمائه، فقد وصف الله -سبحانه- نفسه في القرآن الكريم فقال: (أَهْلُ الْمَغْفِرَةِ). "سورة - آية: 56"، وسأعرض لك آراء أهل اللغة والتفسير حول معنى المغفرة.


إن المعنى اللغوي للمغفرة هو: التغطية والسَّتر، أما في الإصطلاح الشرعي فتدل على ما يأتي:

  1. تغطية الذنوب وسترها

أي واسع المغفرة وكثيرها، الساتر لذنوب عباده، المتجاوز عن سيئاتهم وذنوبهم، والغفور الغفار من أسماء الله الحسنى، وقد وصف الله -عز وجل- نفسه في سورة النجم بأنّه واسع المغفرة، فقال -تعالى-: (إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ)، "آية 32" وفي سورة المدثر: (هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ)، "آية 56". وقد تكررت كلمة مغفرة 28 مرة في القرآن الكريم.


  1. قول ابن كثير

"إنّ قوله -تعالى-: (وَاعْفُ عَنَّا) "سورة البقرة: 286" أي: فيما بيننا وبينك مما تعلمه من تقصيرنا وزلَلِنا، (وَاغْفِرْ لَنَا)؛ أي: فيما بيننا وبين عبادك، فلا تُظهرهم على ‌مساوينا وأعمالنا القبيحة". فالعفو بين العبد والرب، أمّا المغفرة فتكون بين العبد وربه، وأيضاً بين العباد أنفسهم بسترهم يوم الحساب من الإطلاع على ذنوب بعضهم البعض.


  1. قول النسفي

قال في تفسير خاتمة سورة البقرة: (وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا) "سورة البقرة: 286" أنّه لا تكرار بالمعنيين، بل يُفرق بينهما بأنّ العفو هو محوٌ للكبائر، والمغفرة للصغائر بسترها.


أما معنى العفو فهو قريب من معنى المغفرة؛ ولكنه في اللغة لا يقتصر على الستر فقط، بل يشمل محو الذنب وطمسه، والمسامحة عن العقوبة، والعفو من أسماء الله الحسنى؛ أي كثير محو الذنوب والتجاوز عنها، وترك العقاب عليها.


أمّا الفرق بين العفو والمغفرة:

  1. الغزالي

المعنى اللغوي للعفو أكثر مبالغة من معنى المغفرة؛ فالمغفرة هي الستر والتغطية، وأمّا العفو فيشمل المحو والطمس، فقال: "العفُوُ هو الذي يمحو السيئات، ويتجاوز عن المعاصي، وهو قريب من الغفور، ولكنه أبلغ منه، فإن الغفران يُنبئ عن الستر، والعفو ُينبئ عن المحو، ‌والمحو ‌أبلغ من الستر".


  1. الرازي

يرى أن العفو إسقاطٌ للعذاب الجسديّ، أمّا المغفرة فهي سترٌ عن الفضيحة والعذاب النفسي.


  1. ابن تيمية

يرى أن معنى المغفرة أبلغُ؛ لتضمنها معاني إقبال الله على العبد ورضاه عنهم، فقال: "فالعفو متضمن لإسقاط حقه قِبَلَهم ومسامحتهم به، والمغفرة متضمنة لوقايتهم ‌شرَّ ‌ذنوبهم، وإقبالِه عليهم ورضاه عنهم، بخلاف العفو المجرد؛ فإن العافي قد يعفو ولا يُقبل على من عفا عنه ولا يرضى عنه، فالعفْو تركٌ محض، والمغفرة إحسان وفضل".


والله -تعالى- أعلم.

0

لماذا كانت الإجابه غير مفيده
0/ 200
لقد تجاوزت الحد الأقصى من الحروف المسموحة
رجوع