ما حكم نزول جزء قليل من المني؟ وهل يوجب الاغتسال؟

أهلًا بكَ أخي الكريم، إنَّ نزولَ المني سواءً قلَّ أم كثرَ يجعلكَ جنباً، ويُوجب الغسلَ عليكَ حتى لو كان قطرةً واحدةً؛ إذ إنَّ جميع الأحاديث النبوية التي أوجبت الغسلَ على المسلمِ من نزولِ المني، جاءت مطلقةً ولم تُقيَّد بكميةٍ كثيرة.

وذلك للحديث الذي ثبت عن السيدة أمُّ سلمة -رضي الله عنها- حيث قالت: (جَاءَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ إلى رَسولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- فَقَالَتْ: يا رَسولَ اللَّهِ إنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الحَقِّ، فَهلْ علَى المَرْأَةِ مِن غُسْلٍ إذَا احْتَلَمَتْ؟ قَالَ النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-: إذَا رَأَتِ المَاءَ، فَغَطَّتْ أُمُّ سَلَمَةَ تَعْنِي وجْهَهَا، وقَالَتْ: يا رَسولَ اللَّهِ أوَتَحْتَلِمُ المَرْأَةُ؟ قَالَ: نَعَمْ، تَرِبَتْ يَمِينُكِ، فَبِمَ يُشْبِهُهَا ولَدُهَا). "أخرجه البخاري"

ولمزيد من الفائدة فإنِّي لا أرى بأساً في هذا المقام من بيانِ كيفيةِ الغسلِ من الجنابةِ، وإنَّ للغسلِ كيفيتانِ إحداهما صفةٌ مجزئةٌ؛ والتي تكون بتعميم الماء على البدنِ مع نية رفع الحدثِ، والأخرى هي الصفة الكاملةُ التي اغتسل بها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وإليكَ بيانها فيما يأتي:

1. نية رفع الحدث أو استباحة الصلاة.
2. غسل اليدين ثلاث مراتٍ.
3. غسل الفرجِ وكلَّ موضعٍ من الجسد لوثّه المنيُ.
4. الوضوء مثل وضوء الصلاةِ تماماً، غيرَ أنَّ غسل القدمينِ يُؤخر إلى آخر الغسلِ.
5. غسل الرأس ثلاث مراتٍ، مع تخليل الأصابع في الشعرِ، والتأكد من وصول الماء إلى أصول الشعر وفروة الرأس.
6. تعميم الماء على البدن، مع التدليك، وضرورة التأكد من وصول الماء إلى جميع أجزاء الجسد، ولا سيما المناطق التي فيها انثناءات.
7. التيامن في الغسلِ، وذلك بأن تبدأ بغسل الشقِّ الأيمن من جسدك، ثمَّ الشقِّ الأيسر.
8. غسل القدمين.

وفي الختام أخي الكريم أنصحكَ بالابتعادِ عن كلِّ ما يُثير شهوتك، ولا سيما النظرُ المحرَّم؛ إذ إنَّ المسلم مأمورٌ بغض بصره.