ما حقيقة الاحتفال بالمولد النبوي؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، بداية اسمحي لي بأن أهنّئك لطريقتك في استقصائك للأحكام الشرعية لما تفعليه في حياتك، واعلمي بأنّه صحيح ما قمت ببحثه، فلم يرد في سيرة رسول الله والصحابة الكرام ما يفيد بأنّهم خصّصوا يوم مولد رسول الله صلى الله عليه وسلّم بشيء مميّز.

وقد تععدت آراء العلماء في حكم الاحتفال بمولد رسول الله صلى الله عليه وسلم، علمًا بأنّه قد قيل: إن الفاطميين كانوا أول من احتفل بمولد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وكان ذلك في القرن الرابع للهجرة.

وفي آراء العلماء في حقيقة الاحتفال بالمولد النبوي، فقد عبّر المنكرين للاحتفال بالمولد النبوي بأن هذا يُعد من البدع المحدثة، لأنّه لم يشرعه النبي، قال تعالى: (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُو وَاتَّقُوا الله إِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)، "الحشر: 7" ولرأيهم بأن الله تعالى قد اكتمل دينه، ورسول الله -صلى الله عليه وسلّم- قد وضّح كل الطرق الموصلة للجنّة، فلو كان الاحتفال بالمولد من إحدى الطرق، لبيّنه رسول الله.

وفي رأي العلماء المجيزين للاحتفال بالمولد النبوي: قالوا إن في ذلك زيادة معرفتهم برسول الله، وذلك يكون بحرصهم على التعرّف على المزيد من الشمائل المحمّدية، فيأتي كل عام وهم أعلم برسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

بالإضافة إلى تحصيل الأجر بإظهارهم الفرح والسرور بمولد نور الهدى -صلى الله عليه وسلّم-، بتخصيصهم يوم مولد رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- بفعل شتى القربات إلى الله تعالى؛ من مثل إطعام الفقراء، أو اجتماع الناس في هذا اليوم ليتدارسوا سيرة رسول الله، أو للصلاة عليه -صلى الله عليه وسلم-.

وفي عموم الأمر فمن الأمور التي تعد نقطة أساسية في اختلاف العلماء في حكم المولد النبوي باعتبار المنكرين للمولد؛ هو النظر له من زاوية المصطلح الفقهي، ونظر المجيزين لهذا اليوم من زاوية المصطلح اللغوي.