حياك الله السائل الكريم، وجعلنا وإياكم من العاملين بهذه الآية الكريمة، والشجرة الطيبة في هذه الآية القرآنية الكريمة هي النخلة طيّبة الثّمر، وهي كناية عن المؤمن، وقال ابن عباس: هي شجرةٌ في الجنة، وأكثر المفسّرين وأهل العلم على أنّ الشجرة الطيبة هي النخلة، فقد أشار النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى ذلك في حديثٍ صحيح.
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (مَثَلُ المُؤْمِنِ كَمَثَلِ شَجَرَةٍ خَضْراءَ، لا يَسْقُطُ ورَقُها ولا يَتَحاتُّ فقالَ القَوْمُ: هي شَجَرَةُ كَذا، هي شَجَرَةُ كَذا، فأرَدْتُ أنْ أقُولَ -أي عبد الله بن عمر-: هي النَّخْلَةُ، وأنا غُلامٌ شابٌّ فاسْتَحْيَيْتُ، فقالَ: هي النَّخْلَةُ). [أخرجه البخاري]
والكلمة الطيّبة في الآية القرآنية الكريمة هي كلمة الإسلام -التوحيد- وما يترتّب عليها من الأقوال الطيبة والأعمال الصالحة، وقد ضرب الله -سبحانه- في هذه الآية مثلاً عظيماً وغزير المعاني ليُقرّب الصورة، فكلمة الإسلام راسخةٌ في قلب المؤمن لا يحجبها شيءٌ حتى تنتهي إلى الله -تعالى-، مثل النخلة العظيمة الطيبة التي رسخت جذورها في قرار الأرض وارتفعت بفروعها وعروقها وثمارها الطيبة إلى السماء.