حياك الله أخي الكريم، كل الدعاء الذي تدعوه لن يضيع حتى ولو لم تجد أثره في حياتك بشكلٍ مباشرٍ، قال -تعالى-: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) "غافر: 60"، وهذا وعدٌ من الله -تعالى- الذي قال: (لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ). "الروم:6"
ونحن لا نعلم ما مصير دعائنا ونظن أنه بلا فائدةٍ، لكن الصحيح كما جاء في الحديث النبوي: (ما من مسلمٍ يدعو بدعوةٍ ليس فيها إثمٌ ولا قطيعةُ رحمٍ إلَّا أعطاه اللهُ بها إحدَى ثلاثٍ:
- إمَّا أن يعجِّلَ له دعوتَه
- وإمَّا أن يدَّخِرَها له في الآخرةِ
- وإمَّا أن يصرِفَ عنه من السُّوءِ مثلَها)."أخرجه أحمد وصححه الألباني"
وسأذكر لك بعض الحلول العملية التي قد تفيدك فيما يأتي:
- لا تتوقف عن الدعاء
ادعو الله -تعالى- بيقينٍ دون شك، وتحرى أوقات الاستجابة والأدعية المأثورة، والتزم بأذكار الصباح والمساء ووردٍ من القرآن الكريم، ولا تسمح للوساوس بالدخول إلى قلبك مثل "لم يستجيب الله، لا يوجد حل، لماذا أنا" وتذكّر أن الله يُحب عباده الصالحين.
- لا تنسى الأخذ بالأسباب
اسأل عن مستشفى مختص لعلاج أخيك، ابحث عن سبب ضياع المال وابدأ بوضع خطة لتحسين وضعكم المالي، وبالتأكيد علاج الوالد مهم مع الحرص على التخفيف عنه بالكلام الطيب، والتذكير بالأجر، وتسليته بالجلوس معه، وابدأ بالبحث عن الزوجة الصالحة بعد تحسن الأوضاع واستقر في حياتك.
- لا تيأس من كرم الله ورحمته
تفاءل بالخير تجده -إن شاء الله-، فلا تقنط وتنعزل واسعَ لتغيير واقعك ما استطعت، فكم من إنسانٍ تغيرت حياته بلحظة.
- اقرأ عن آداب الدعاء وعن أهل البلاء في كل زمان
توقف عند ابتلاءات الأنبياء وكيف تعاملوا معه، فهذا رسول الله محمد -عليه الصلاة والسلام- عاش يتيماً، وحاربه قومه، ومات أولاده الثلاثة، وماتت جميع بناته إلّا فاطمة، وفي عامٍ واحد فقد زوجته الحبيبة خديجه وعمه الذي كفله دون أن يستطيع إنقاذه من الكفر.
وإذا تأخرت دعواتك، تأكد أنها ستستجاب ولو بعد حين، أو أن الله دفع بدعائك السوء، أو أن الله -عز وجل- اختارك ليُكفّر عنك سيئاتك، ويرفع في الجنة درجاتك، ويجعلك دائم الدعاء والإقبال عليه، وتذكر أن كل ما أصابك يوجد ما هو أصعب منه، وتذكر أن هذه الدنيا دار اختبار لا دار قرار، وأن الصابرين لهم أجرٌ عظيمٌ، وبالنهاية نحن لا نملك إلّا الرضى والصبر، وقال -صلى الله عليه وسلم-:
- (أشدُّ الناسِ بلاءً الأنبياءُ، ثم الأمثلُ فالأمثلُ، يُبتلى الناسُ على قدْرِ دينِهم، فمن ثَخُنَ دينُه اشْتدَّ بلاؤُه، و من ضعُف دينُه ضَعُف بلاؤه، وإنَّ الرجلَ لَيُصيبُه البلاءُ حتى يمشيَ في الناسِ ما عليه خطيئةٌ). "أخرجه ابن ماجه وصححه الألباني"
- (إنَّ عِظمَ الجزاءِ مع عِظمِ البلاءِ، وإنَّ اللهَ إذا أحبَّ قومًا ابتَلاهم، فمَن رَضي فله الرِّضَى، ومَن سخِط فله السَّخطُ). "أخرجه الترمذي وقال: حسن"