ما أهم الوصايا لطالبات القرآن؟

بارك الله بكن وبسعيكن لتعلم العلم الشرعي، وجعله الله طريقًا يوصلكن به إلى الجنة، وإليك أهم الوصايا لطالبات القرآن الكريم:

1. الإخلاص

وهذه أولى الوصايا لطالبة القرآن الكريم، فعليك بالإخلاص في هذه الطريق لله تعالى، ولتسألي نفسك في كل يوم تخرجين فيه لتعلم القرآن الكريم: لماذا أتعلم القرآن؟ ما هدفي من هذا العلم؟ لتذكري نفسك دائما أن الغاية هى رضا الله تعالى وليس لأي غاية دنيوية ^[١] .

1. الفهم

فهمك لهذا الطريق وللأجور المترتبة عليه ولفضله في الدنيا والآخرة، سيكون الوقود المحرك والحافز المشجع للثبات والاستقامة والاعتزاز أيضا بالانتماء لهذا الطريق، فاحرصي منذ البداية أن تفهمي هذا الطريق، وفي الحديث الصحيح الذي أخرجه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه: (مَن سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فيه عِلْمًا، سَهَّلَ اللَّهُ له به طَرِيقًا إلى الجَنَّةِ) ^[٢] .

1. الإتقان

احرصي على الإتقان في تعلمك للقرآن الكريم تلاوة وحفظًا وفهمًا وتطبيقًا، قال الإمام الشافعي: "من تعلم علما فليدقق فيه"، فاجتهدي في بناء شخصيتك كطالبة علم متقنة ضابطة لمسائل العلم حريصة على الدقة والتثبت.

1. الالتزام

الرغبة وحدها لا تبني طالبة علم، فمع الرغبة عليك أن تثبتي التزامك بما ترغبين، وفي الحديث الصحيح الذي أخرجه البخاري عن عائشة رضي الله عنها:(وأنَّ أحَبَّ الأعْمالِ إلى اللَّهِ أدْوَمُها وإنْ قَلَّ)، وهذا يحتاج منك رصيدا من الصبر؛ فتعويد النفس على المداومة على طلب العلم ليس بالأمر السهل خاصة في بداية الطريق.

1. ترك الذنوب والمعاصي

وكل منا أعلم بذنوبه، وقد يُحرم الإنسان بركة العلم والفهم لذنوب يصيبها، فبادري لطلب المغفرة والتوبة من الله تعالى، وأن يبصرك بذنوبك ويكرهها إلى قلبك ويرزقك ثمرة التوبة ببركة الأفهام وحب الطاعات والإقبال على تعلم القرآن الكريم.

1. حسن الخلق

صاحب القرآن يظهر على سمته حسن الخلق والتخلق بأخلاق القرآن من صدق ووفاء وأمانة، ولا يتحقق ذلك إلا بتدبر معانيه وفهم آياته لتكون دليلا لصاحب القرآن وأسوة في تصرفاته.

1. الصحبة الطيبة

والتي تشاركك هدفك في تعلم القرآن الكريم فتعينك وتثبتك على هذا الطريق وتجعل الصعب فيه يسيراً، كما وتشاركك وسائل تنظيم الوقت وأهمية تنظيم الوقت، ووضع خطة للدراسة، كما أن مشاركة المشاكل مع هذه الصحبة الطيبة تساعدك في إيجاد حلول عملية مجربة.

1. المكتب والقرطاسية

المكتب المنظم والمرتب والمزود بما تحتاجينه من دفاتر وأدوات قرطاسية يهيّئ بيئة مريحة ومحفزة لقضاء مزيدٍ من الوقت في المذاكرة، كما ويشعر بالطمأنينة النفسية وحضور العقل وصفاء الذهن.

1. زكاة العلم

وزكاة العلم تبليغه، ويكفي لأن تبلغي ما تعلمتيه أن تفهمي جزئية معينة أو حكم تجويدي، فتعلميه لغيرك، أو تحفظي سورة وتحفّظيها لطالب آخر، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (بَلِّغُوا عَنِّي ولو آيَةً) وهو حديث صحيح أخرجه البخاري في كتاب صحيح البخاري عن عبدالله بن عمرو، فعوّدي نفسك على نفع غيرك بمشاركة ما تتعلمين، وهي أفضل وسيلة لتثبيت المعلومات.

حياكم الله تعالى، وأسأل الله أن يجعل القرآن الكريم ربيع قلوبنا، ونور صدورنا، وجلاء أحزاننا، لقد ذكر الإمام النووي في كتابه التبيان في آداب حملة القرآن بعض آداب معلم القرآن وحافظه ومُتَعلّمه، وهي كالآتي: ^[١]

1. الإخلاص ورضا الله تعالى، قال تعالى: (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ ۚ وَذَٰلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ). "سورة البينة: آية 5"
2. أن لا يقصد غرضاً من أغراض الدنيا، فلا يبتغي المال والمنصب، قال -صلى الله عليه وسلم-: (مَن تعلَّم عِلمًا ممَّا يُبتَغى به وجهُ اللهِ لا يتعلَّمُه إلَّا لِيُصيبَ به عرَضًا مِن الدُّنيا لَمْ يجِدْ عَرْفَ الجنَّةِ يومَ القيامةِ). "أخرجه ابن حبان في صحيحه"
3. عدم التكبر، فقد نهى الله -تعالى- في كتابه الكريم عن التكبّر.
4. التحلّي بالأخلاق الحميدة والفاضلة؛ كالصبر، والزهد، والتواضع، والرفق بمن يتعلّم منه القرآن.

والله -تعالى- أعلم.