ما أهمية حماية البيئة في الإسلام؟

وعليكم السلام ورحمة الله، فتح الله لك أبواب الفهم وزادك حرصاً عليه، يُقصد بالبيئة: كل ما يُحيط بالإنسان من مكوناتٍ طبيعيّة أوجدها المولى -سبحانه- من ماءٍ وهواء ونباتٍ وحيوان، وعندما نقول حماية البيئة نقصد الاهتمام بها من كل ما يحلق الضرر بها؛ كالتلوث والإفساد وتعريض عناصرها للخطر.

أمّا بالنسبة لاهتمام الإسلام بالبيئة، فنُلخصها بما يأتي:

1. النهي عن الإفساد والتخريب في الأرض، يقول -سبحانه-: (وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ). "الأعراف:85"
2. الحثّ على العناية بالزراعة والاهتمام بالأشجار والنباتات، فقد ثبت أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (ما مِن مُسْلِمٍ يَغْرِسُ غَرْسًا، أَوْ يَزْرَعُ زَرْعًا، فَيَأْكُلُ منه طَيْرٌ أَوْ إِنْسَانٌ أَوْ بَهِيمَةٌ، إِلَّا كانَ له به صَدَقَةٌ). "أخرجه البخاري"
3. الحرص على الرفق بالحيونات والإحسان إليها، وإيذاؤها من قبل البشر يستوجب العذاب، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: (دَخَلَتِ امْرَأَةٌ النَّارَ في هِرَّةٍ رَبَطَتْهَا، فَلَمْ تُطْعِمْهَا، ولَمْ تَدَعْهَا تَأْكُلُ مِن خَشَاشِ الأرْضِ). "أخرجه البخاري"
4. الحرص على سلامة الناس وعدم إيذائهم بالملوثات، وقد ثبتى أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (اتَّقُوا اللَّعَّانَيْنِ، قالوا: وَما اللَّعَّانَانِ يا رَسُولَ اللهِ؟ قالَ: الذي يَتَخَلَّى في طَرِيقِ النَّاسِ، أَوْ في ظِلِّهِمْ)؛ "أخرجه مسلم" يُقصد الذي يقضي حاجته في طريقِ الناس.
5. الحث على ترشيد استخدام المياه وعدم الإسراف فيه، فقد جاء في الحديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: (في الماءِ سَرَفٌ وإنْ كنتَ على نَهرٍ جارٍ). "ذكره النووي، ضعيف"

والله -سبحانه وتعالى- أقام هذا الكون على التوازن الدقيق الذي لا يسود فيه عنصر على آخر، فيقول -عزوجل-: (وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ). "الحجر:19"

وكما هو ظاهرٌ للجميع أنّ الإنسان كان سبباً هاماً باختلال عناصر البيئة؛ لقيامه بالعديد من الأنشطة والأعمال الحضاريّة التي أفسدت ما كان عليه الكون، وألحقت الضرر بالكائنات الحية، والله -سبحانه- في كتابه العزيز يقول: (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ). "الروم:41"