1

ما أهمية بيع السلم؟

قبل أيام قام أحد أصدقائي ببيع ثمار حديقته لشخص ما، على أن يقبض الثمن مقدمًا ويسلم الثمار عند نضجها بعد شهرين، وقد تفاجأت ظنًا بأن هذا النوع من البيوع محرمًا، وعندما سألت صديقي أخبرني بأن هذا بيع السلم وأنه مباح وله أهمية كبيرة، فما أهمية بيع السلم؟

13:07 08 ديسمبر 2021 81 مشاهدة

1

إجابات الخبراء (1)

1

إجابة معتمدة
محمد صالح
محمد صالح . الشريعة
تم تدقيق الإجابة بواسطة هانئة سالمين 13:07 08 ديسمبر 2021

أهلاً ومرحباً بك السائل الكريم، تظهر أهمية عقد السلم في نقطةٍ رئيسيةٍ وهي تحقيق التكامل الاقتصادي بين المنتج الأول وبين الممول صاحب المال بإيجاد صيغةٍ تعاقديةٍ ينتفع ويربح بها الطرفان، وهو ما يُعين على دوران عجلة الاقتصاد في المجتمع المسلم، وأهمية عقد السلم تظهر من خلال تحقيقه مصلحة الطرفين البائع والمشتري كما يأتي:


  1. مصلحة البائع

البائع الذي في الغالب يكون مزارعاً أو صانعاً أو منتجاً يحتاج سيولةً لتمويل أعماله أو قضاء مصالحه إلى حين ظهور ثماره أو إنتاج بضاعته، حتى يتمكن من بيعها، فمن مصلحته توفر السيولة العاجلة.


  1. مصلحة المشتري

المشتري الذي يتملك السيولة يكون من مصلحته توفر البضاعة له في الموسم أو في وقتٍ معينٍ بثمنٍ أقل من سعرها وقت وجودها؛ لأن الغالب ارتفاعه في ذلك الوقت، وهذا يُمكنه من المتاجرة بها والتربح فيها لو أراد التجارة.


فالبائع انتفع من السيولة إلى حين توفر البضاعة، والمشتري انتفع من انخفاض الثمن عليه عن سعر الموسم، وفي هذا تحقيق نوع من التكامل الاقتصادي بين المنتج أو المصنع وبين صاحب المال أو الممول.


لذلك كان من شروط صحة عقد السلم تعجيل الثمن من قبل المشتري، فلا يجوز تأخيره عن مجلس العقد، وبعض العلماء تسامح في تأخير الثمن ثلاثة أيامٍ فقط؛ لأنه بعدم تسليم الثمن تبطل فائدة العقد، ويصبح فيه شغلٌ للذمتين بما هو مؤجلٌ.


وعقد السلم وإن كانت تظهر فائدته في الزراعة والثمار بشكلٍ كبيرٍ، وهو أصل وجود العقد والحاجة إليه، ولكنه لا يقتصر على ذلك، بل يمكن الاستفادة منه في مجالاتٍ أخرى، وهو في كلّ بضاعةٍ يمكن تحديد وصفها وضبطه، وهي كثيرة في زمننا؛ كالأغذية والأجهزة وغير ذلك.


ولكن أنبهك إلى أمر مهم وهو أن من شروط عقد السلم في الثمار ألا يشترط البائع تسليم ثمار بستان معينٍ أو أرضه التي يملكها، وإنما يكون الاتفاق على تسليم ثمارٍ موصوفةٍ وصفاً بغض النظر عن البستان أو الأرض المزروعة فيه.


وذلك لأنه إذا اشترط أن تكون الثمار من بستان معينٍ فإن في ذلك خطر هلاك هذا البستان وثمره، فيصير المشتري على خطر استلام بضاعته، والبائع على خطر، وفي هذا زيادة للغرر في العقد، واشتراط كون الثمر من بستانٍ معينٍ يجعل البيع من بيع الثمار قبل بدو صلاحها وهو ممنوعٌ بالاتفاق وقد جاءت الأحاديث في النهي عنه.


وعقد السلم يعني: بيع موصوف في الذمة، مؤجل التسليم، بثمن معجل التسليم عند العقد، وهذا العقد كان يعرفه أهل الجاهلية قبل الإسلام، فأقره رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقد ثبت عن النبي الكريم أنه قال: (قدِم النبيُّ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- وهم يُسلِفونَ في الثِّمارِ السَّنةَ والسنتين، فقال: من أسلفَ في شيءٍ فليُسلِفْ في كيلٍ معلومٍ، ووزنٍ معلومٍ، إلى أجَلٍ معلومٍ). "متفق عليه"


وهذا الحديث يدل على شرطين من شروط عقد السلم وهما:


  1. أن تكون البضاعة معلومة الكيل بالضبط إن كانت تُباع كيلاً، أو معلومة الوزن إن كانت تُباع وزناً.
  2. أن يكون أجل تسليم البضاعة واضحاً ومحدداً.

1

لماذا كانت الإجابه غير مفيده
0/ 200
لقد تجاوزت الحد الأقصى من الحروف المسموحة
رجوع