أهلًا ومرحبًا بكِ أختي الكريمة، في البداية عليكِ العلم أنَّ الغيبة والنميمة تُعدّان من كبائر الذنوب، وقد وصف الله -عزَّ وجلَّ- المُغتاب بأنه كمن يأكل لحم أخيه ميتًا، حيث قال الله -تعالى-: (وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ)، "الحجرات:12" وأنتِ بحديث السوء عن أهلِ زوجك قد وقعتِ بالغيبةِ، وكذلك قد وقعتِ بالنميمةِ سواء عن قصد أو غير قصد.
أمَّا بخصوص أضرار النميمة على الفرد، فهي تتلخص بعدة نقاط، منها ما يأتي:
- أنَّ النّمام يُعذب في قبره، ودليل ذلك قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (يُعَذَّبَانِ، وما يُعَذَّبَانِ في كَبِيرٍ ثُمَّ قالَ: بَلَى، كانَ أحَدُهُما لا يَسْتَتِرُ مِن بَوْلِهِ، وكانَ الآخَرُ يَمْشِي بالنَّمِيمَةِ). رواه عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما، وأخرجه البخاري
- أنَّ النّمام متوعدٌ بعدم دخول الجنة، ودليل ذلك قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ قَتّاتٌ). رواه حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه- وأخرجه البخاري.
- أنَّ النمام يُعدُّ من أشرِّ النَّاس يوم القيامة.
- أنَّ النمام مُعرضٌ لسخط الله.
- أنَّ النميمة تُحبط الحسنات.
واعلمي أخيتي الفاضلة أنَّ الحديث عن أهلِ زوجك بالسوء، قد يُسبب شرخًا كبيرًا بينكِ وبينَ زوجكِ، وقد يُفسد العلاقةَ بينكما في المدى البعيد؛ لذلك أنصحكِ بتركِ الحديث عنهم، واحتسبيهم لله -عزَّ وجلَّ- فهو نعم الوكيل ونعم النصير، وإن استطعتِ الصبر على أذاهم فاصبري، وإن لم تستطيعي الصبرَ عليهم فاهجريهم هجرًا جميلًا، من غيرِ أذيةٍ لهم.
وأنصحك أن تذهبي لزيارة أمَّ زوجك وأبيه في فتراتٍ متباعدةٍ، واجلسي عندهم وقتٍ قصير بجانب زوجك؛ عسى أن يكفيكِ وجوده المعاملة السيئة منهم، ثمَّ اذهبي إلى بيتك، واشغلي نفسك بما ينفعكِ في دنياكِ وآخرتكِ، فهذا خيرٌ لك و أسلم من ذكرهم بلا أيّ فائدة مرجوة.