دائماً ما أسمع في الأخبار مصطلح الدولة الإسلامية، ولا أستطيع معرفة ماذا يُقصد بهذا المفهوم، وهل مفهوم الدولة الإسلامية يختلف عن مفهوم الدولة بشكل عام أم هو نفس المفهوم، لذا أريد أن أفهم ماذا يقصد بمفهوم الدولة الإسلامية؟
0
دائماً ما أسمع في الأخبار مصطلح الدولة الإسلامية، ولا أستطيع معرفة ماذا يُقصد بهذا المفهوم، وهل مفهوم الدولة الإسلامية يختلف عن مفهوم الدولة بشكل عام أم هو نفس المفهوم، لذا أريد أن أفهم ماذا يقصد بمفهوم الدولة الإسلامية؟
0
0
حياك الله السائل الكريم، فإنّ المقصود بمصطلح الدولة الإسلامية: هي الدولة التي تلتزم في أنظمتها وتشريعاتها وتعاملاتها الداخلية والخارجية بالقوانين والأحكام الشرعية التي جاء بها الدين الإسلامي الحنيف.
والدولة الإسلامية لا تٌعتبر دولة دينية بالمصطلح والمعنى المعاصر؛ لأنّ الدولة الدينية هي مصطلح أُطلق على الدولة الكَنَسية القديمة في أوروبا، والتي كان الباباوات فيها يمثلون مصدرالتشريع فيها، حيث لهم فيها الحلّ والعقد وإليهم وحدهم المرجع، فكانوا يشرّعون على أهوائهم ويُنزلون الناس على أحكامهم، حتى سئم الناس من تسلطهم وخرجوا على حكمهم.
والدولة الإسلامية ليست الدولة العلمانية التي يُفصل فيها الدين عن الدنيا، فيجعل مكان الدين وأحكامه هو المسجد والكنسية فقط، ويعتبر الدين فيها شأنا شخصياً لكل واحد أن يمارسه كيف يشاء لا علاقة للدولة به. وشؤون الدنيا مردها إلى التشريعات التي يرتضيها الناس ويشرّعونها لأنفسهم بحسب نظام الحكم الذين يشاؤون.
ومن هنا؛ فإنّ الدولة الدينية أو الدولة العلمانية تصور مرفوض في الشريعة الإسلامية، لأنّه لا بدّ من أخذ أحكام الإسلام كلها، أما تجزيئها وأخذ بعضها وترك بعضها الآخر بحسب هوى الناس ورأيهم، فهذا ما وصفه الله -تعالى- في قوله لمّا أنكر على بني إسرائيل مثل هذا الصنيع: (أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَن يَفْعَلُ ذَٰلِكَ مِنكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَىٰ أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّـهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ). "البقرة: 85"
والشريعة الإسلامية التي جاء بها رسولنا الكريم هي خاتمة الرسالات، لم تأتِ لتنظم علاقة الإنسان بربه فقط، بل هي شاملة لجميع جوانب الحياة؛ كعلاقة الإنسان بربه، وعلاقته بزوجته، وأسرته، وعلاقته بمجتمعه، وعلاقة الدولة بالدول، وتشمل أيضاً:
كلّ هذا لا بدّ أن يخضع للأحكام الشرعية التي جاء بها الإسلام في الدولة الإسلامية، فإنّ مصدر التشريع في الدولة الإسلامية هو القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة فقط، لقوله -تعالى-: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا)، "المائدة: 3"، وقال -سبحانه-: (وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا). "المائدة:48"
0
جميع الحقوق محفوظة © موضوع سؤال وجواب
أدخل البريد الإلكتروني لتتلقى تعليمات حول إعادة تعيين كلمة المرور الخاصة بك.