لماذا سميت بلاد الحرمين بهذا الاسم؟

حياك الله ونفع بك، بدايةً أسأل الله -عزّ وجل- لك الهداية والخير، وأن يرزقك زيارةً قريبةً لها أنت ومن تُحب إن شاء الله -تعالى-، وسأذكر لك في هذا الجواب ما قد يُفيدك في دراستك أو بحثك إن شاء الله، فإنّ بلاد الحرمين هي نفسها البلاد التي كان يُطلق عليها اسم بلاد الحجاز والتي تقع في شبه الجزيرة العربيّة ^[١] .

وقد سُمّيت باسم بلاد الحرمين وذلك لأسباب عدّة وهي:

1. أنّ الله -عز وجل- سمّى الكعبة المُشرَّفة اسم "الحرام"

وذلك في قوله -تعالى-: (جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَاماً لِلنَّاسِ)، "المائدة: 97" والمقصود في هذه الآية الكريمة هو المسجد الحرام الكائن في مكة المُكرمة والذي يحتوي على الكعبة المُشرَّفة، زادها الله تشريفاً وتعظيماً ^[٢] .

1. هذه البلاد يقع المسجد الحرام في مكة المُكرمة والمسجد النبوي في المدينة المنورة، وهما من أحب بقاع الله إلى الله.
2. لأنّ الله -تعالى- قد حرَّمها إلى يوم القيامة، فيحرُم القتال فيها، ويحرُم كذلك الصيد فيها، أو قطع أشجارها أوا لإعتداء.

وفي الحديث النبوي عن ابن عباس -رضيَ الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يوم فتح مكة: (أنَّ هذا البَلَدَ حَرَّمَهُ اللَّهُ يَومَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ والأرْضَ، فَهو حَرَامٌ بحُرْمَةِ اللَّهِ إلى يَومِ القِيَامَةِ، وإنَّه لَمْ يَحِلَّ القِتَالُ فيه لأحَدٍ قَبْلِي، ولَمْ يَحِلَّ لي إلَّا سَاعَةً مِن نَهَارٍ، فَهو حَرَامٌ بحُرْمَةِ اللَّهِ إلى يَومِ القِيَامَةِ، لا يُعْضَدُ شَوْكُهُ، ولَا يُنَفَّرُ صَيْدُهُ، ولَا يَلْتَقِطُ لُقَطَتَهُ إلَّا مَن عَرَّفَهَا، ولَا يُخْتَلَى خَلَاهُ فَقالَ العَبَّاسُ: يا رَسولَ اللَّهِ، إلَّا الإذْخِرَ فإنَّه لِقَيْنِهِمْ ولِبُيُوتِهِمْ، قالَ: إلَّا الإذْخِرَ). "أخرجه البخاري" والإذخر نبات عشبيّ حوليّ من فصيلة النَّجيليَّات.