معلوم أن المماليك هم عبيد وكانوا مسترقّين للأيوبيين وغيرهم ممن فتح بلادهم، ومعلوم أن العبد ليس له ولاية على أحد، وتصرفاته موقوفة على إجازة سيده، ولا ولاية له على أحد، وقد تغلب المماليك على الأيوبيين في نهاية الدولة الأيوبية، وانتزعوا الحكم منهم.
فلما رأى العز بن عبد السلام أن جميع المناصب العالية والمهمة في مصر يشغلها المماليك، أصدر فتوى تنص على أن ولاية المماليك (العبيد) على الأحرار باطلة، فضجت البلاد بهذه الفتوى وطلبوا منه التراجع عنها لكنه رفض.
واقترح أنّ يُعتق الأمراء المماليك أولًا ثم يتولون المناصب، فجعل العز بن عبد السلام -رحمه الله- يبيع الأمراء في السوق ويعطيهم للناس، ثم يأمر بعد ذلك بإعتاقهم؛ ولهذا كبير الأثر في كسر النفوس وتعليمها درسًا مهمًا في التواضع.