أحبّ تدبّر الآيات عند تلاوتي في القرآن الكريم، وعندي استفسار بخصوص قول الله تعالى: (الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور)، حيث لاحظت أنّ كلمة الظلمات جاءت بالجمع وكلمة النور جاءت مفردة، وسؤالي: لماذا الظلمات جمع والنور مفرد في الآية؟
0
أحبّ تدبّر الآيات عند تلاوتي في القرآن الكريم، وعندي استفسار بخصوص قول الله تعالى: (الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور)، حيث لاحظت أنّ كلمة الظلمات جاءت بالجمع وكلمة النور جاءت مفردة، وسؤالي: لماذا الظلمات جمع والنور مفرد في الآية؟
0
0
أهلاً ومرحباً بك، وسؤالك جميلٌ ودقيق، وقد ذكر بعض أهل العلم إنّ لفظ النور جاء بالإفراد لأنّ طريق الهداية واحد؛ وهو القرآن الكريم، فالرجوع إليه سببٌ لاستقامة العبد ونجاته، أما الظلمات -طريق الضلال- فلها أبواب وطرق كثيرة، ولذلك جاء ذكرها بالجمع دائماً.
وقد تكلّم الشيخ الطاهر بن عاشور عن سبب إفراد النور وجمع الظلمات، فقال في "التحرير والتنوير" إنّ السبب هو اتّباع الاستعمال، حيث إنّ لفظ الظلمات بالجمع هو الأخف والأيسر، واستعمال لفظ النور بالإفراد هو الأخفّ كذلك.
ولذلك جاء النور مفرداً والظلمات جمعاً في القرآن الكريم، وهما يدلّان على الجنس، وما يدلّ على الجنس يستوي فيه الجمع والمفرد، ومن الآيات التي ورد فيها هذان اللفظان قول الله -تبارك وتعالى-: (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَىٰ صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ). [إبراهيم:1]
هذا والله -تعالى- أعلم.
0
جميع الحقوق محفوظة © موضوع سؤال وجواب
أدخل البريد الإلكتروني لتتلقى تعليمات حول إعادة تعيين كلمة المرور الخاصة بك.