وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..
صحيح ما سمعتَ أخي العزيز من أنّ موتة أبي جهل كانت شنيعة، وهذا جزاء عناده للحقّ وحياده عن طريق الصّواب، واستكباره في الأرض، وفيما يأتي ذكر قصة موته:
- مات أبو جهل في غزوة بدر في السنة الثّانية للهجرة، وكان الصّحابة -رضوان الله عليهم- قبل المعركة يتنافسون على شرف قتل عدوّ الله ورسوله؛ لما له من مواقف عديدة آذى فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة.
- استعدّ شابان يُقال لهما معاذ ومعوّذ ابنا عفراء للمشاركة في واقعة بدر، وكانا يتجوّلان بين صفوف الصّحابة يسألان عن أبي جهل؛ كي ينالوا منه، فدلّهما عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه عليه، ثم أتياه وضرباه ضربة قاضية، لكنه لم يمت بسببها وبقي فيه رمق.
- ثمّ أسرع الشابان ليزفّا الخبر لنبي الله عليه الصلاة والسلام وليحظى كلّ منهم بشرف قتله، واختلفوا فيما بينهما حول من قتله، فحكم بينهما رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوجد أن سيف معاذ عليه آثار دم أبي جهل، ورضيا بحكم النبي صلى الله عليه وسلم، تأدباً منهم بحضرة الرسول.
- ذهب عبد الله بن مسعود رضي الله عنه- بأمر من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليكمل ما فعله أبناء عفراء، وكان ابن مسعود شاب نحيل دقيق الساقين، وكان أبو جهل كثيراً ما يُعيّره بذلك في بداية اعتناق الإسلام، ولم يكن بحسبانه آنذاك أن مصرعه سيكون على يده.
- لمّا جاءه ابن مسعود وجده لا يزال على عناده واستكباره، وكان يحمل السيف في يده، فضربه ابن مسعود ضربة أوقعت سيفه على الأرض، ثمّ قام بحزّ رأسه، وجاء به مسرعاً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليُعلمه بإنهاء حياة فرعون هذه الأمة.