كيف ظهر الدولار؟ وكيف اكتسب نفوذه في العالم؟

يكمن خلف ظهور الدولار قصة طريفة، بدأت في القرن 16 في أوروبا، عندما اكتُشفت كميات كبيرة من الفضة تحديدًا في جمهورية التشيك، حيث صنع التشيكيون عملة نقدية مصنوعة من الفضة الخالصة واستخدموها في المقايضة.

أطلق التشيكيون على عملتهم اسم (ثالر) والتي تُرجمت لاحقًا إلى اللغة الإنجليزية وأصبحت (دولار)، أي أنّ الدولار في الأصل ليس عملةً أمريكية، بالرغم من استخدامهم نفس المرادف لعملتهم المعروفة حاليًا.

أما بالنسبة للعملة الورقية فقد كانت جمهورية الصين أول من طبع النقود الورقية، ونشأت هذه الفكرة بين التجار الذين كانوا يتنقلون بين البلاد ويحملون نقودهم المعدنية معهم، مما جعلها عرضة للضياع والسرقة.

استعاض التجار عن النقود المعدنية بوثائق خطية تثبت ملكيتهم فكانت هذه أول النقود الورقية، وانتقلت الفكرة فيما بعد من الصين إلى أوروبا بواسطة المستكشف الرحالة إيطالي الأصل ماركو بولو.

أما عن سبب قوة نفوذ الدولار الأمريكي، فبعد الحرب العالمية الثانية، كان اقتصاد الدول التي خاضت الحرب مدمرًا، أما الولايات المتحدة الأمريكية فقد خرجت منها قوية، وذلك لأنها شاركت في الحرب عن بعد فقط، على عكس دول أوروبا التي شاركت ودعمت ومولت الحرب.

وبعد انتهاء الحرب، أصبحت الدول تلجأ الى أمريكا مثل إنجلترا، لتنقذ اقتصادها سريعًا، وكان هذا اللجوء هو الدفعة التي نقلت الولايات المتحدة إلى صدارة الموقف العالمي اقتصاديًّا، لأنها أصبحت تُقدّم القروض للدول، ثم أصبحت لديها خطة اقتصادية جديدة.

تمثلت خطة الولايات المتحدة في إعادة هيكلة النظام المالي العالمي، مما أدى فيما بعد إلى نشأة ما يُسمى بصندوق النقد الدولي، والذي كان صندوق النقد يشترط على الدول أن تربط عملتها إما بالذهب أو بالدولار الأمريكي، من هنا أصبح الدولار ذهب جديد كما أنه أصبح عملة ذات سيادة دولية.