كيف أدعو الله بأسمائه الحسنى؟

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أهلاً بك أخي الكريم، بدايةً: إن الأسماء الحسنى لله -تعالى- مشتملة على أسرار وقربات عظيمة؛ لأنها أوصاف الخالق وباب لحمده وتعظيمه، والتوسل إلى الله -تعالى- بالدعاء بأسمائه الحسنى وصية الله لعباده في كتابه الكريم، قال -تعالى-: (وَلِلَّـهِ الأَسماءُ الحُسنى فَادعوهُ بِها) "سورة الأعراف: 180".

أما عن كيفية الدعاء بها فقد أرشدتنا السنة المطهرة إلى ذلك في كثير من الأحاديث منها: ما رواه أنس -رضي الله عنه- أنه كان مع رسولِ الله -صلَّى الله عليه وسلم- جالساً ورجُلٌ يُصلِّي، ثم دعا: "اللهمَّ إني أسالُك بأنَّ لكَ الحمدَ، لا إله إلا أنْتَ المَنَّانُ بَديعُ السَّماواتِ والأرض، يا ذا الجلال والإكرام، يا حيُّ يا قيومُ"، فقال النبي -صلَّى الله عليه وسلم-: (لقد دَعا الله باسمِهِ العَظيم الذي إذا دُعِيَ به أجابَ، وإذا سُئِلَ به أعطَى). أخرجه الألباني في صحيح أبي داود، وهو حديث صحيح.

فإذا أراد العبد الدعاء بالأسماء الحسنى فإنه يفتتح دعاءه بما شاء من الأسماء الحسنى الملائمة لحاله وسؤاله، ويمدح اللهَ -تعالى- بها ويقدمها بين يدي حاجته.

إن الدعاء بأسماء الله -سبحانه- مما حث عليه القرآن الكريم، حيث يقول الله -تبارك وتعالى-: (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا) "الأعراف: 180"، وهذا من باب تعظيم وتمجيد الله -سبحانه-، ومن باب الاستغاثة به والتذلّل له، والمعروف لنا والظاهر أن أسماؤه -جلّ وعلا- تسعة وتسعون اسماً، يصح الدعاء بها كلها بما يناسبها، أي بحسب حاجة المسلم.

أقصد على سبيل المثال، أنّ المريض يدعو باسم الله الشافي للشفاء، وباسم الله المنتقم للمظلوم، وبالغفور لطلب الغفران، وكما يصح تقديمها بين يدي الدعاء عند التوسل لله بها، سواء أكان الافتتاح بها، أو الانتهاء، ويجوز أيضاً ذكر صفات الله -جل وعلا- والتضرع بها.

وفيما يأتي ذكر بعض الأمثلة على الدعاء بأسماء الله الحسنى:

1. عن أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (اللَّهُمَّ إنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا، ولَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أنْتَ، فَاغْفِرْ لي مَغْفِرَةً مِن عِندِكَ، وارْحَمْنِي، إنَّكَ أنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ). "أخرجه البخاري"
2. عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (اللَّهُمَّ رَبَّ النَّاسِ، مُذْهِبَ البَاسِ، اشْفِ أنْتَ الشَّافِي، لا شَافِيَ إلَّا أنْتَ، شِفَاءً لا يُغَادِرُ سَقَمًا). "أخرجه البخاري"
3. في دعاء الاستخارة، عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (اللَّهُمَّ إنِّي أسْتَخِيرُكَ بعِلْمِكَ، وأَسْتَقْدِرُكَ بقُدْرَتِكَ، وأَسْأَلُكَ مِن فَضْلِكَ العَظِيمِ، فإنَّكَ تَقْدِرُ ولَا أقْدِرُ، وتَعْلَمُ ولَا أعْلَمُ، وأَنْتَ عَلَّامُ الغُيُوبِ). "أخرجه البخاري"
4. عن حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه- أنه قال: (كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذا أوَى إلى فِراشِهِ، قالَ: باسْمِكَ أمُوتُ وأَحْيا وإذا قامَ قالَ: الحَمْدُ لِلَّهِ الذي أحْيانا بَعْدَ ما أماتَنا وإلَيْهِ النُّشُورُ). "أخرجه البخاري"
5. من دعاء عمار بن ياسر -رضي الله عنه- أنه كان يدعو: (اللهمَّ بعِلْمِكَ الغيبَ وقُدْرَتِكَ عَلَى الخلَقِ ، أحْيِني ما علِمْتَ الحياةَ خيرًا لِي ، وتَوَفَّنِي إذا عَلِمْتَ الوفَاةَ خيرًا لي). أخرجه الألباني في صحيح الجامع بإسناد صحيح.