وعليكم السلام ورحمة الله وبركته، سؤالك جميل، فعلينا أن نعرف كل ما يتعلَّق بنبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-، وقبل الحديث عن مرضعات النبي سأقول لك لماذا لم ترضعه أمه آمنة بنت وهب المدة الكاملة.
لقد كانت تجري العادات عند قريش قديمًا بأن يتم إرسال الأطفال إلى البادية لإرضاعهم هناك؛ وذلك حتى يكتسبوا القوة والشجاعة، والقدرة على مواجهة كافة الظروف، إضافة إلى تعلّم الفصاحة والبلاغة في اللغة.
وكانت آمنة بنت وهب أم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من شريفات قريش، فأرسلت ابنها محمد إلى البادية ليرضعنه نساء البادية، وكان لسيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- ثلاث مرضعات إلى جانب أمه التي أرضعته سبعة أيام، سأذكرهن فيما يأتي:
- ثويبة مولاة أبي لهب
ثويبة هي مولاة أبي لهب عم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وكانت أول مرضعة لسيدنا محمد، ويقال إنها أرضعته أيامًا قليلة، وقد أرضعته ثويبة بلبن ابنها مسروح، كما كانت قد أرضعت قبل رسول الله حمزة بن عبد المطلب.
- حليمة السعدية
هي أشهر مرضعات رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فكانت هي من أرضعت النبي وأنهت رضاعته، وفي أثناء رضاعته شهدت هي وزوجها العديد من البشارات والدلائل التي تشير إلى فضل النبي -صلى الله عليه وسلم- وعظيم شأنه.
- امرأة من بني سعد (كانت مرضعة لحمزة)
هذه المرأة كانت قد أرضعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يومًا وهو عند حليمة السعدية، وبذلك يكون رسول الله قد رضع مع حمزة من ثويبة مولاة أبي لهب ومن هذه المرأة من بني سعد.
وفي النهاية علينا أن نعلم أن رضاعة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كانت ملفتة للنظر، وذلك مما قالته حليمة السعدية منذ قدوم سيدنا محمد عندهم، فازداد الخير عندها بعد قدومه -صلى الله عليه وسلم-.