كم عدد الحفاظ الذين استشهدوا في معركة اليمامة؟

حياك الله أيها السائل الكريم، ورحم الله شهداء اليمامة، ورضي عنهم، حدثت معركة اليمامة في السنة الحادية عشر للهجرة، في عهد الخليفة أبي بكر -رضي الله عنه-، وهي إحدى حروب الردة، وبلغ عدد الشهداء من المسلمين 1200 شهيد، منهم ما يُقارب 500 شهيد من حفاظ وقرّاء القرآن الكريم.

كان أحد أهم أسباب جمع القرآن الكريم في عهد أبي بكر -رضي الله عنه-؛ هو استشهاد عددٍ كبيرٍ من الحفاظ في معركة اليمامة، والتي تُسمى معركة عقرباء، وقد حدثت هذه المعركة بعد أن ارتدّ بني حنيفة، وادّعى مسيلمة الكذاب أن النبي -صلى الله عليه وسلم- جعله شريكاً له في الأمر، وقد شهد له أحدهم بذلك كذباً.

وأرسل أبو بكر -رضي الله عنه- عكرمة بن أبي جهل لقتال مسيلمة الكذاب مع فرقة من الصحابة، فلما علم مسيلمة بذلك أرسل جيشه واستنفر الناس، وكانوا ما يُقارب الأربعين ألف رجلٍ، وقد خرجوا حميّة وعصبيّة مع أنهم يعلمون أن مسيلمة كاذب فيما يدّعيه.

وقام أبو بكر -رضي الله عنه- بإرسال جيش اليمامة بقيادة خالد بن الوليد -رضي الله عنه-؛ لنصرة الفرقة التي خرجت لقتال المرتدين، وكانت راية الأنصار مع ثابت بن قيس بن شماس -رضي الله عنه-، وكانت راية المهاجرين مع سالم مولى أبي حذيفة -رضي الله عنه-.

وكانت معركة اليمامة يوماً شديداً بين المسلمين والمرتدين، فثبّت الله -تعالى- أهل القرآن ونصرهم على أعدائهم، ومن شدة القتال هرب جيش المرتدين إلى مكان يُدعى حديقة الرحمن فتحصنوا به.

وتمكن جيش المسلمين بقيادة خالد بن الوليد -رضي الله عنه- من اقتحام الحصن، وتم قتل مُسيلمة الكذاب على يد وحشي بن حرب -رضي الله عنه-، وانتهت معركة اليمامة بانتصار المسلمون.