في أي سنة هجرية وميلادية وقعت غزوة الخندق؟

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، حيّاك الله أخي الكريم وزادك علماً وحرصاً ومعرفة، سأسرد لكَ ما يُفيدك من المعلومات في النقاط الآتية:

1. غزوة الخندق (غزوة الأحزاب) وقعت في شهر شوال من العام الخامس للهجرة، ويوافقه في التاريخ الشمسي: "آذار عام: 627"، كما نقله البيهقي عن ابن إسحاق، في كتابه: "دلائل النبوة"، حيث قال: "كانت غزوة الخندق في شوال سنة خمس".

1. سبب الخلاف الناشئ في تحديد تاريخ وقوعها

يوضحه البيهقي في الدلائل أيضاً بقوله: "لا اختلاف بينهم في الحقيقة، وذلك لأن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قاتل يوم بدر لسنة ونصف من مَقدَمه المدينة في شهر رمضان، ثم قاتل يوم أحد من السنة القابلة لسنتين ونصف من مَقدَمه المدينة في شوال".

"ثم قاتل يوم الخندق بعد أُحدٍ بسنتين على رأس أربع سنين ونصف من مَقدَمِه المدينة، فمن قال سنة أربع؛ كالزهري ومالك -رحمهما الله- أراد بعد أربع سنين، وقبل بلوغ الخمس، ومن قال: سنة خمس، أراد بعد الدخول في السنة الخامسة وقبل انقضائها، والله أعلم".

وربما كان سبب هذا الخلاف نتيجة أن بعض أهل التأريخ ممن عدَّ مبدأ الهجرة زعم أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قَدِم المدينة في شهر ربيع الأول، فلم يعدّ ما بقي من تلك السنة، وإنما عدَّ مبتدأ التاريخ من شهر المحرم بعده.

1. سُميت غزوة الخندق (غزوة الأحزاب) بذلك

إشارة إلى تحزب قريش مع بعض حلفائهم من القبائل العربية من كِنانة وغَطفان وغيرهم مع بني قريظة من اليهود، فبلغوا عشرة آلاف مقاتل، وقد تصدى لهم المسلمون بحفر الخندق حول المدينة.

وأرسل الله -تعالى- على المشركين ريحاً شديدة قلعت خيامهم، وكفأت قدورهم، قال -تعالى-: (وَرَدَّ اللَّـهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّـهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّـهُ قَوِيًّا عَزِيزًا) "سورة الأحزاب -آية: 25".

والله أعلم، وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه أجمعين.