إلى من تعود شجرة نسب العباسيين؟

حياك الله، تعود شجرة نسب خلفاء بني العباس إلى سيدنا العباس بن عبد المطلب -رضي الله عنه- عم النبي -صلى الله عليه وسلم-، ويعود تأسيس الدولة العباسية إلى دعوة بدأها محمد بن علي بن عبد الله بن عباس؛ لأنهم يرون أنفسهم أولى بالخلافة من بني أمية لقرب نسبهم من النبي -صلى الله عليه وسلم-، وكانت دعوة سرية، ثم تحولت إلى دعوة علنية،.

قد اتخذت من الحميمة مقرا لها، وهي قرية تقع الآن في جنوبي الأردن قرب العقبة، وقد جمعت خلفها الأنصار، ولا سيما من الذين همّشتهم وحاربتهم الدولة الأموية، وكان أكثر أماكن انتشارها: الحميمة -مقر مؤسسها- والكوفة وخراسان.

وكان من أبرز القيادات التي أسهمت في انتصارها: أبو مسلم الخرساني، وقد قامت الدولة العباسية على إثر إطاحتهم بآخر خلفاء بني أمية -مروان بن محمد-، وقد سبق ذلك وتبعه حملة تصفية لبني أمية وأنصارهم، ونودي بأبي العباس عبد الله بن محمد الملقب بالسفاح كأول خليفة عباسي عام 132 للهجرة.

واستمر حكمهم حتى تسلّم السلطان العثماني سليم الأول مقاليد الخلافة بعد أن تنازل له عنها آخر خلفاء بني العباس محمد المتوكل على الله الثالث، سنة 923 للهجرة، بعد أن احتفظوا بلقب خليفة المسلمين قرابة ثمانمئة سنة.

وقد مرت الدولة العباسية بخمسة عهود، كان أفضلها وأقواها العهد الأول، حيث كان الخلفاء يباشرون السلطة بأنفسهم، ففتحوا الفتوحات، وزاد العمران، وانتشر العلم، وكثر المال ورغد العيش، ومن خلفاء تلك الفترة الزاهرة الكبار:

1. أبو جعفر المنصور

الذي أسس بغداد، وأمر بترجمة العلوم من اللغات القديمة، وثبَّت الحكم العباسي، وقضى على كل الثورات التي قامت عليهم، فهو المؤسس الفعلي للدولة، فقد خلف أخاه السفاح بعد حكم دام أربعة أعوام فقط، واستمر حكمه أكثر من عشرين سنة.

1. هارون الرشيد

الذي يعد أشهر خلفاء بني العباس، والذي أصبحت بغداد في عهدة من أهم مراكز العلم في العالم، يقصدها العلماء والشعراء من كل صوب، وأسس مكتبة بيت الحكمة التي تضم آلاف الكتب، وكثر في زمنه حفر الآبار وشق الأنهار لخدمة الناس ولا سيما الحجيج، وبلغ إيراد الخراج في وقته أكبر ما وصل إليه الخراج على الإطلاق، وكان يغزو عاماً ويحج عاماً.

ولكن بعد هذا العهد الذي استمر حتى منتصف عشرينيات القرن الثالث الهجري بدأ الضعف يدب في الدولة؛ حيث أخذ نفوذ الوزراء والأمراء بالتعاظم، وكان ضعف الخلفاء يزيد حتى وصل في أواخر تلك العهود إلى أنهم ليس لهم من الخلافة إلا الاسم، فهم يُعَيّنون ويُزالون دون أن يملكوا لأنفسهم خياراً، ولكن برغم كل ذلك تركت الخلافة العباسية إرثاً حضارياً لا تزال شواهده ماثلة إلى عصرنا الحاضر.