هل يمكن ذكر حوار بين صديقين يوضح من خلاله أركان الصلاة؟

حياك الله أيها السائل، يبدأ الحوار عندما يصطحب "خالد" صديقه "علي" إلى المسجد، فيُلاحظ "خالد" أن صديقه "علي" الذي بدأ بالالتزام حديثاً بالصلاة يخلُّ ببعض أركانها، فيأخذُ "خالد" بتعليم صديقه "علي" أركان الصلاة عن طريق ضرب المثال الآتي:

خالد: صديقي علي.

علي: تفضل يا خالد.

خالد: لنفرض أنّ هناك شخص أراد أن يُصلّي من غير أن ينوي بالصلاة التي يريد أن يصليها، فهل تصحُّ صلاته؟

علي: أظن أنها لا تصح.

خالد: نعم، بالتأكيد لا تصح، لأنَّ النية رُكن من أركان الصلاة.

علي: وماذا تقصد يا خالد بأركان الصلاة؟

خالد: أركان الصلاة تعني؛ الأمور التي إنْ لم نفعلها أثناء الصلاة تَبطُل صلاتنا، ولا تُقبَل، ولا يَجبُرها سجود السهو.

علي: وما هي هذه الأركان، وكم عددها يا خالد؟

خالد: عدد أركان الصلاة سبعة عشرَ رُكنًا، موَزعة من بداية الصلاة إلى نهايتها، نبدأها بالنية.

علي: وما المقصود بالنية يا خالد؟

خالد: النية هي قصد الشيء مقرونًا بفعله، كقصد صلاة الظهر مثلًا، فتنوي صلاة الظهر عند الشروع في الصلاة، ومحلّها القلب، ومن أركان الصلاة القيامُ مع القدرة.

علي: ماذا تقصد بالقيام مع القدرة يا خالد؟

خالد: أي إنَّ من يستطيعُ الصلاة قائمًا فلا بُدَّ له من القيام، ولا تُجزئه الصلاة قاعدًا، ومن الأركان أيضًا تكبيرة الإحرام؛ وتكون برفع اليدين لمحاذاة المنكبين وقراءة الفاتحة والركوع والطمأنينة فيه.

علي: ماذا تقصد يا خالد بالطمأنينة في الركوع؟

خالد: الطمأنينة هي سكون الأعضاء عن الحركة، وقدَّرها بعض العُلماء بمقدار الذِّكر الواجب أثناء الركن، بمعنى أن تقول في الركوع؛ سبحان ربي العظيم مرة واحدة على الأقل، وفي السجود سبحان ربي الأعلى.

خالد: ومن أركان الصلاة؛ الرّفع من الركوع والاعتدال من الركوع والطمأنينة فيه، ثمَّ السجود والطمأنينة فيه، ثمَّ الجلوس بين السجدتين والطمأنينة أثناء الجلوس بين السجدتين فالجلوس الأخير، والتشهد الأخير والجلوس فيه والصلاة على النبي وعلى الآل فيه.

علي: وما هي صيغة التشهد؟

خالد: صيغة التشهد هي كما جاء في الحديث عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- قال: (كانَ رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- يُعَلِّمُنَا التَّشَهُّدَ كما يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنَ القُرْآنِ فَكانَ يقولُ: التَّحِيَّاتُ المُبَارَكَاتُ، الصَّلَوَاتُ الطَّيِّبَاتُ لِلَّهِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أيُّها النبيُّ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْنَا وعلَى عِبَادِ اللهِ الصَّالِحِينَ، أشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأَشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ)، "أخرجه مسلم" ونضيف الصلاة على رسول الله قبل القيام، وإن كان في التشهد الأخير نُضيف الصلاة الإبراهيمية.

علي: وما هي صيغة الصلاة الإبراهمية في التشهد الأخير؟

خالد: صيغة الصلاة هي: "اللَّهمَّ صَلِّ على محمَّدٍ وعلى آلِ محمَّدٍ، كما صلَّيتَ على إبراهيمَ وعلى آلِ إبراهيمَ؛ وبارِكْ على محمَّدٍ وعلى آلِ محمَّدٍ، كما بارَكْتَ على إبراهيمَ وعلى آلِ إبراهيمَ؛ إنَّك حميدٌ مجيدٌ".

خالد: والتسليمة الأولى مع الحرص على ترتيب الأركان على ما ذكرناه، من أركان الصلاة أيضًا.

علي: شكرًا يا خالد على ما ذكرت لي من معلومات فيما يَخُصُّ أركان الصلاة، التي كنت أجهَلُها في السَّابق.

خالد: لا شكر على واجب، يا صديقي العزيز علي.