سألني أحدهم من قائل: دع خلق الله للخالق، وكنت أظنها حديثاً نبوياً قبل أن أبحث في المسألة، ولكن عندي تساؤل عن معنى هذه المقولة، وهل يجوز قول دع الخلق للخالق في كل الحالات؟
0
سألني أحدهم من قائل: دع خلق الله للخالق، وكنت أظنها حديثاً نبوياً قبل أن أبحث في المسألة، ولكن عندي تساؤل عن معنى هذه المقولة، وهل يجوز قول دع الخلق للخالق في كل الحالات؟
0
0
أهلاً بك، إن هذه العبارة بحد ذاتها ليست حديثاً نبوياً، وإنما هي مما اشتهر على ألسنة الناس، ويرجع إلى القول بجوازها أو عدمه إلى مقصد قائلها؛ فإن كان يقصد أن الله -سبحانه- وحده المطلع على قلوب الخلق ونواياهم، ووحده -سبحانه المتصرف في شؤونهم، وهو -جل في علاه- العالم بمصائرهم وأحوالهم، أو نحو ذلك؛ فقول هذه العبارة حينها جائز لا حرج به.
وفي هذا يقول -سبحانه-: (فَذَرْنِي وَمَن يُكَذِّبُ بِهَٰذَا الْحَدِيثِ ۖ سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ)، "القلم: 44" وقوله -تعالى-: (ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا)؛ "المدثر: 11" ففي هذه الآيات الكريمة مخاطبة للنبي -صلى الله عليه وسلم- من الله -تعالى-؛ أي كِلْ أمر هؤلاء إلي، أو دع أمرهم إلي، بعد ما أديت من واجبك تجاه دعوتهم وإنذارهم؛ وإن كان المكذبون هم المعنيون بذلك.
أما إن كان المقصد ترك الأمر بالمعروف، أو النهي عن المنكر، أو ترك النصيحة الواجبة، أو نحو ذلك؛ فقولها هنا تحديداً لا يصح، بل قد تعود بالإثم على صاحبها؛ إن شجع غيره على التقاعس عن أداء ما أمر الله به.
0
جميع الحقوق محفوظة © موضوع سؤال وجواب
أدخل البريد الإلكتروني لتتلقى تعليمات حول إعادة تعيين كلمة المرور الخاصة بك.