هل يجوز صيام يوم السبت؟

حيّاك المولى، وزادك من فضله. للإجابة عن تساؤلاتك على نحوٍ مفصل أبيّن لك ما يأتي:

1. حكم إفراد وتخصيص يوم السبت بالصيام

لقد تعددت آراء أهل العلم في مسألة صيام يوم السبت في -غير رمضان- على النحو الآتي:

1. القول بجواز إفراد يوم السبت بالصيام

وذلك إذا كان صيام السبت صياماً واجباً كالقضاء أو بنية تكفير اليمين، أو وافق صياماً مندوباً كيوم عرفة أو الأيام الثلاثة البيض أو غيرها من مستحبات الصيام، أو أن يكون للمسلم عادة الصيام يوماً بعد يوم ووافق صيامه يوم السبت؛ فهذا الصيام مستحب ومندوب باتفاق أهل العلم ولو كان منفرداً، وبهذا أفتت دائرة الإفتاء الأردنية.

1. القول بكراهة إفراد يوم السبت بالصيام

وذلك إذا كان صيام السبت تطوعاً مطلقاً لله -تعالى- دون مناسبة أو موافقة صيام نفل؛ فمذهب الجمهور على كراهة ذلك كراهة تنزيهية؛ استدلالاً بالحديث الذي ينهى عن صيام السبت، وتزول الكراهة عندهم بصيام يوم قبله أو بعده.

ولكن ذهب ابن تيمية إلى جواز إفراد السبت في هذا النوع من الصيام دون كراهة، لما ثبت من كراهة إفراد يوم الجمعة فقط؛ وذلك في قوله -صلى الله عليه وسلم-: (لا يَصُومَنَّ أحَدُكُمْ يَومَ الجُمُعَةِ، إلَّا يَوْمًا قَبْلَهُ أوْ بَعْدَهُ). [متفق عليه]

1. القول بحرمة إفراد يوم السبت بالصيام

وذلك إذا كان صيام يوم السبت من باب تعظيم أيام اليهود فصيامه حرام، وفيه تشبّه بملة أخرى غير ملّة الإسلام، وقد ورد النهي عن ذلك بقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (من تشبَّهَ بقومٍ فَهوَ منْهم). [أخرجه أبو داود، وصحّحه الألباني]

1. ما صحة حديث النهي عن صيام السبت؟

ذهب جمع من أهل العلم إلى الحكم بضعف حديث النهي عن صيام السبت، واضطرابه وشذوذه؛ إذ لم تثبت صحته عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، حتى إنّ بعضهم أنكره وحكم بكذبه كالإمام مالك، ونصّ الحديث هو: (لا يصومنّ أحد يوم السبت إلا فيما افترض عليه، فإن لم يجد إلا لحاء عنب، أو عود شجرة؛ فليمضغ). [أخرجه الترمذي، وقال ابن حجر: رجاله ثقات إلا أنّه مضطرب]