هل يجوز التلفظ بلفظ الجلالة منصوبًا في تكبيرات الصلاة؟

حيّاك الله السائل الكريم، ابتداءً قبل الإجابة على سؤالك، لا بدَّ أن نقسم تكبيرات الصلاة إلى قسمين:

1. تكبيرة الإحرام: وهي ركن من أركان الصلاة.
2. تكبيرات الانتقال: وهي كل تكبيرات الصلاة ما عدا تكبيرة الاحرام، ولقد تعددت أقوال أهل العلم في حكم تكبيرة الانتقال إلى قولين:
3. ذهب جمهور أهل العلم إلى أنّها سنة.
4. ذهب الحنابلة إلى أنّها واجبة.

وعليه فإنّ الإجابة على سؤالك تتمثل فيما يأتي:

1. لا تنعقد الصلاة إلّا بتكبيرة الإحرام؛ كما ثبت في حديث علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-، قال: قال النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: (تحريمُها التكبيرُ). "أخرجه ابن عدي، صحيح"
2. لا تنعقد تكبيرة الإحرام إلّا بلفظ "الله أكبر"، والأصل أنَّ الله مرفوعة بالابتداء وأكبر خبرها، وأمَّا نصب لفظ الجلالة الله فله وجه في اللغة العربية، ويصير مفعول به لفعل محذوف تقديره "أعني"، وبناء على ذلك لم يتغير معنى الجملة، ويجوز التلفظ بلفظ "الله" منصوباً، والصلاة صحيحة، إلّا أنَّ الأولوية رفع لفظ الجلالة "الله".

وللمزيد من الفائدة سأذكر الأخطاء التي يقوم بها بعض الأئمة في تكبيرة الإحرام، وتكبيرات الانتقال، والتي تؤدي إلى بطلان الصلاة، وذلك فيما يأتي:

1. لا تصح الصلاة إن قال: الله الأكبر، أو الجليل.
2. لا تصح الصلاة إن مدّ همزة الله، أو أكبر؛ لأنّه بذلك يجعله أسلوب استفهام، وجملة الله أكبر خبرية.
3. لا تصح الصلاة إن أضاف حرف ألف بعد حرف الباء في "أكبر" لتصبح أكبار؛ لأنّ ذلك يغير المعنى، إذ أكبار جمع كَبَر، والكَبَرُ هو الطبل.
4. لا تصح الصلاة إن كسر همزة "أكبر"، وأضاف ألفاً بعد الباء، بأن يقول: إكبار، لأنه اسم للحيض.
5. إن مطّ التكبير له صورتان: إمّا أن يختل المعنى فلا تنعقد بها الصلاة، وإمّا أن يبقى المعنى فتنعقد بها الصلاة مع الكراهة.
6. لا تصح الصلاة إن قدم "أكبر" على لفظ "الله" بإجماع أهل العلم.
7. لا تصح الصلاة إن أضاف واواً بين لفظ "الله" ولفظ "أكبر"، أو يضيف واواً قبل لفظ "الله" فيقول: والله أكبر.

وما ذكرته هنا في تكبيرة الإحرام فإنّه ينطبق على تكبيرات الانتقال، مع العلم أنّ الأمر في تكبيرات الانتقال أسهل من تكبيرة الإحرام، لأنّ تكبيرات الانتقال مختلف فيها بين الوجوب والسنة، بينما تكبيرة الإحرام متفق على ركنيتها.