هل يجوز إخراج مال الزكاة على دفعات شهرية لشخص واحد؟

حياك الله السائل الكريم، وبارك الله لك في رزقك، وللزكاة حالتان؛ إما أن يتم إخراجها مسبقاً قبل أن يحل عليها الحَول، أو أن يتم إخراجها بعد أن يحلَّ الحَول، فإذا أردتَّ إخراج الزكاة قبل حلول الحَول، فلك أن تقوم بتقسيطها على دفعاتٍ للفقير، وإعطائه في كلّ شهرٍ جزءً منها بنية إخراج الزكاة، ولا حرج في ذلك عند الجمهور.

أمّا إذا مضى عليها الحَول وجاء وقت الزكاة، فعليك أن تقوم بإخراجها دفعةً واحدةً وإعطائها للفقير، لأن الزكاة تصبح بعد حلول الحَول حقٌ للفقير، ويجب عدم المماطلة في إعطاء حقوق العباد، لأخذ الأجر العظيم عند الله -سبحانه-، فقد قال الله -تعالى-: (وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ). "البقرة: 277"

وإذا وجدت الفقير الذي تريد أن تعطيه الزكاة غير أهلٍ لأن يستخدم هذا المبلغ على الوجه الصحيح، ولا يُحسن التصرف في المال، فلكَ أن تعطي مال الزكاة لشخص يؤتمن عليه، ويحسن التصرف فيه، فيكون هو من يُقسّط للفقير هذه الأموال في كلّ شهرٍ.

ويمكن أيضاً شراء ما يحتاجه الفقير من طعام وشراب، ويمكن تخزينه لمدّة طويلةٍ، وإعطاؤه الزكاة على شكل مواد تموينية، فالمهم أن الزكاة واجبة الدفع دفعةً واحدةً إذا دار عليها الحَول، ولا تُؤخر إلّا لانتظارِ فقيرٍ أو حاجةٍ أعظم مما ذكرت.

وثبت عن أبي أمامة الباهلي قال: سمعتَ رسولَ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- يخطُبُ في حَجَّةِ الوداعِ فقالَ: (اتَّقوا اللَّهَ ربَّكم وصلُّوا خمسَكم وصوموا شَهرَكم وأدُّوا زَكاةَ أموالِكم وأطيعوا ذا أمرِكم تدخلوا جنَّةَ ربِّكُم)، "أخرجه الترمذي في صحيحه" ففضل إخراج الزكاة كبيرٌ عند رب العالمين.

وهي ركنٌ من أركان الإسلام، فعن عبدالله بن عمر عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (بُنِيَ الإسْلَامُ علَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ، وإقَامِ الصَّلَاةِ، وإيتَاءِ الزَّكَاةِ، والحَجِّ، وصَوْمِ رَمَضَانَ). "أخرجه البخاري"