بما أن أدباء وشعراء العصر الجاهلي عاشوا في بيئة صحراوية وجافة، فلا أرى سببًا يجعلهم يتغنون بالطبيعة، فهل هناك وصف للطبيعة في العصر الجاهلي؟
-1
بما أن أدباء وشعراء العصر الجاهلي عاشوا في بيئة صحراوية وجافة، فلا أرى سببًا يجعلهم يتغنون بالطبيعة، فهل هناك وصف للطبيعة في العصر الجاهلي؟
-1
0
نعم عزيزي الطالب، فقد كان الشعرُ الجاهليُّ نِتاج بيئة صحراويّة جافة وقاسية، ومع ذلك لم يخلُ شعر ذلك العصر من وصفٍ للطبيعة التي يعيشونها ويعرفون تفاصيلها، ومن هؤلاء الشعراء: زهير بن أبي سلمى، وامرؤ القيس، وعبيد بن الأبرص وغيرهم الكثير، ولكن لم يقتصروا على وصف الصحراء، بل وصفوا السماء والرياح، وأحيانًا البرق والمطر.
الشاعر امرؤ القيس في معلقته يتطرق لتفاصيل الحياة في ذلك الزمن ومنها: وصف الطبيعة المحيطة به، كان يصف الليل أحيانًا ويصف البرق أحيانًا أخرى، مستخدمًا الكثير من التشبيه والمجاز الموضِّح لهذا الوصف، وكثيرًا ما يتداخل السرد مع الوصف في الأبيات نفسها؛ لأنّه يصف رحلته وتفاصيلها، والأماكن التي يمرّ بها والليالي التي يقضيها فيها.
من الشعراء الذين وصفوا الطبيعة الشاعر عبيد بن الأبرص؛ إذ إنّه وصف البرق والأمطار، واستخدم أيضًا الكثير من التشبيهات التي تُثري المعنى، وممّا يجدر ذكره أنّ هذه التشبيهات مستوحاة من وحي الحياة الجاهلية التي يعيشونها؛ ولذلك قد تكون هناك الكثير من الألفاظ الغريبة وغير الواضحة في معانيها، مقارنةً بمفردات العصر الحاضر.
كان وصف الطبيعة يظهر أيضًا في وصف الأماكن التي يمرّ بها الشعراء في رحلتهم ويستدعون الكثير من الذكريات مع كل مكان يصفونه، من ذلك ما قاله الشاعر زهير بن أبي سلمى في قصيدته:
وهنا عزيزي الطالب، يستوقف الشاعر صديقه ويصف له مظاهر الطبيعة الموجودة في طريق رحلتهم، فيصف مكانًا اسمه "جرثم"، ثم يتحدث عن "وادي الرس".
0
جميع الحقوق محفوظة © موضوع سؤال وجواب
أدخل البريد الإلكتروني لتتلقى تعليمات حول إعادة تعيين كلمة المرور الخاصة بك.