0

هل هناك أمثلة على الإيقاع الخارجي في الشعر الجاهلي؟

هممت في دراسة فنيّات الشعر الجاهلي، ووقفت على إيقاعه، لكني أريد أمثلة على مواضع الإيقاع الخارجي تحديدًا في الشعر الجاهلي.

13:23 21 ديسمبر 2021 1048 مشاهدة

0

إجابات الخبراء (1)

0

إجابة معتمدة
إسراء أبو رنة
إسراء أبو رنة . الآداب
تم تدقيق الإجابة بواسطة أحمد بني عمر 13:23 21 ديسمبر 2021

أستطيع إجابتك من خبرتي في تدريس اللغة العربيّة، حيثُ يزخر الشعر الجاهليّ بالإيقاع الخارجيّ الذي يرتبط بالبحر الشّعريّ والقافية والرّوي، وأقدّم لك فيما يأتي بعض الأمثلة الموضحّة على ذلك:

  1. قصيدة امرئ القيس والتي يقول في مطلعها:

قِفا نَبكِ مِن ذِكرى حَبيبٍ وَمَنزِلِ

:::بِسِقطِ اللِوى بَينَ الدَخولِ فَحَومَلِ

فَتوضِحَ فَالمِقراةِ لَم يَعفُ رَسمُه

:::لِما نَسَجَتها مِن جَنوبٍ وَشَمأَلِ


يظهر الإيقاع الخارجيَ من خلال نظْم الأبيات على البحر الطويل وأوزانه هي: "فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن"، ومن مظاهر الإيقاع الخارجيّ أيضًا اختيار القافية، والقافية هي آخر ساكن في البيت إلى الساكن الذي قبله مع ما يسبقه من متحرك.


بذلك تكون في البيت الأول كلمة "منزلِ"، والبيت الثاني كلمة "شمأل"، والمظهر الثالث من الإيقاع الخارجي هو الرّوي، وهو حرف اللام المكسورة في كلّ أبيات القصيدة.


  1. قصيدة طرفة بن العبد والتي يقول في مطلعها:

لِخَولَةَ أَطلالٌ بِبُرقَةِ ثَهمَدِ

:::تَلوحُ كَباقي الوَشمِ في ظاهِرِ اليَدِ

وُقوفاً بِها صَحبي عَلَيَّ مَطيَّهُم

:::يَقولونَ لا تَهلِك أَسىً وَتَجَلَّدِ

كَأَنَّ حُدوجَ المالِكيَّةِ غُدوَةً

:::خَلايا سَفينٍ بِالنَواصِفِ مِن دَدِ


تُعدّ من القصائد المشهورة لطرفة بن العبد، حيثُ تجلّى مظاهر الإيقاع الخارجيّ فيها في الوزن الشعريّ؛ أي البحر وهو البحر الطويل، ثمّ اختار الدّال المكسورة لتكون الرّويّ والتزمه في كلّ أبيات القصيدة.


القافية هي في البيت الأول "رِاليدِ" والثاني "جَلَّدِ" والبيت الثالث قافيته "من ددِ"، فهذه العناصر الإيقاعية الثلاثة تثري الإيقاع الخارجي للأبيات وتجعلها متوازنة.


  1. قول الخنساء في مرثيتها لأخيها صخر:

قَذىً بِعَينِكِ أَم بِالعَينِ عُوّارُ

:::أَم ذَرَفَت إِذ خَلَت مِن أَهلِها الدارُ

كَأَنَّ عَيني لِذِكراهُ إِذا خَطَرَت

:::فَيضٌ يَسيلُ عَلى الخَدَّينِ مِدرارُ

تَبكي لِصَخرٍ هِيَ العَبرى وَقَد وَلَهَت

:::وَدونَهُ مِن جَديدِ التُربِ أَستارُ


تعود هذه القصيدة إلى رثاء الخنساء لأخيها صخر التي تحمل الكثير من التناغم والتماسك، وذلك يعود لعدّة عناصر من أبرزها: الإيقاع الخارجيّ المترابط، ويتجلى ذلك أولًا ببناء الأبيات على أوزان البحر البسيط وهي "مستفعلن فاعلن مستفعلن فعلن".


كما ظهر عند اختيار حرف الراء المضموم في آخر كلّ بيت ليكون رويًّا، وكأنّ هذه الضّمة في آخر كلّ بيت توحي بحرقة ولوعة تخرج من بين شفتي الشاعرة في كلّ بيت تقوله، وقافيتها كانت في البيت الأول "ها الدار" والبيت الثاني "مدرار" والثالث "أستار".

0

لماذا كانت الإجابه غير مفيده
0/ 200
لقد تجاوزت الحد الأقصى من الحروف المسموحة
رجوع