هل هناك آيات مجربة لجلب الحظ؟

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، بداية لا بدَّ من تنبيهك أختي الفاضلة إلى أمر مهم: فمن الخطأ أن يقيس العبد حظّه ونصيبه من الدنيا ويجعله دليلاً على سعادته؛ لأنّ الله -تعالى- قد يمنع عن العبد شيئاً من حظوظ الدنيا؛ ويكون ذلك مدعاةً لاستقرار حياته، ووقاية له من أمور لا يعلم مصيرها إلا الله -تعالى-، فليس كلّ من مَلك المال والميزات الدنيوية سعيد، ولا كل مفتقر شقيّ.

ولا ريب بأن كتاب الله -تعالى- مفتاحٌ لكلّ خير، وطاردٌ لكل شر، ولا يوجد آيات مخصصة لجلب الحظ، بل عليكِ أختي الفاضلة إخلاص النيّة في طلب حاجتك وحسن الظن بالله -تعالى-؛ فلا يكون إلحاحك لأمرٍ ما على سبيل التجريب فقط، بل لا بد من حسن الظن بكرم الله -تعالى- وعطائه الذي لا ينفد.

وقد ثبت عن واثلة بن الأسقع -رضي الله عنه- أنه قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، ‌فَلْيَظُنَّ ‌بِي مَا شَاءَ). صحيح، أخرجه أحمد في مسنده.

وتستطيعين أختي الفاضلة الدعاء ببعض الآيات التي هي مظنة الإجابة؛ وأرجى هذه الآيات هي الآيات المشتملة على أسماء الله -تعالى- الحسنى التي تواترت الأحاديث في الحديث عن فضلها، وفضل الدعاء بها، كالفاتحة، والإخلاص، وآية الكرسي، وخواتيم سورة الإسراء.

قال الله -تعالى-: (قُلِ ادعُوا اللَّـهَ أَوِ ادعُوا الرَّحمـنَ أَيًّا ما تَدعوا فَلَهُ الأَسماءُ الحُسنى)، "سورة الإسراء- آية: 110"، وخواتيم سورة الحشر قال -سبحانه وتعالى-: (هُوَ اللَّـهُ الَّذِي لَا إِلَـهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَـنُ الرَّحِيمُ)، "سورة الحشر - آية:22".

والله أعلم، وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه أجمعين