أعمل على بحث عن الهجرة غير الشرعية، واحترت في الفرق بين النتائج و الآثار، فهل نتائج الهجرة هي نفسها الآثار الناتجة عنها؟
2
أعمل على بحث عن الهجرة غير الشرعية، واحترت في الفرق بين النتائج و الآثار، فهل نتائج الهجرة هي نفسها الآثار الناتجة عنها؟
2
2
حياك الله، إذا تأملنا في نتائج هجرة بعض الناس بطريقة غير شرعية، من زاوية دينية كانت أم من زاوية قانونية، نجدها ذاتها هي الآثار المترتبة عليها، لكن من الناحية النظرية، يمكن التفريق بينهما، وهو أن النتائج تتمثل بالأمور والأحداث المباشرة التي تتحقق عند الهجرة غير الشرعية، وأنَّ الآثار المترتبة عليها تتمثل فيما تعكسه النتائج من إيجابيات وسلبيات على الفرد والمجتمع حاضرًا ومستقبلًا
فهجرة بعض الأفراد من بلاد الإسلام إلى بلاد الكفر مثلاً، للتعليم أو تحقيق الوظيفة أو السياحة، فهذه نتائج للهجرة على المستوى الفردي، وهجرة جموع الناس من بلدهم إلى بلد آخر، لسبب ما كالحروب الأهلية، أو إحصائيات مجموع هجرة الأفراد سنويًا، فهي نتائج الهجرة على مستوى المجتمع، وبالتالي فإنه ينتج عن هجرة الأفراد أو المجتمعات آثاراً سلبية وإيجابيات حاضرًا ومستقبلًا.
ولنتائج الهجرة آثارًا عديدة، سأبين لك بعضها كما يأتي:
لهجرة المسلم إلى بلد غير مسلم، وغالبية سكانه غير مسلمين، آثارٌ حسنة وأخرى سيئة، لكن الذي يحددها هي نيته وقصده، وفي ذلك يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (الأعْمَالُ بالنِّيَّةِ، ولِكُلِّ امْرِئٍ ما نَوَى، فمَن كَانَتْ هِجْرَتُهُ إلى اللَّهِ ورَسولِهِ فَهِجْرَتُهُ إلى اللَّهِ ورَسولِهِ، ومَن كَانَتْ هِجْرَتُهُ لِدُنْيَا يُصِيبُهَا أوِ امْرَأَةٍ يَتَزَوَّجُهَا، فَهِجْرَتُهُ إلى ما هَاجَرَ إلَيْهِ). "أخرجه البخاري، صحيح"
فإذا هاجر المسلم إلى بلد غير مسلمٍ، فهذه نتيجة، ولكن أثرها يختلف باختلاف النية، فإن هاجر للدعوة إلى الله -تعالى- مثلاً، إن أمن دينه وكان تأثيره بالغ النفع، كان لهجرته الأثر الحسن في الدنيا والآخرة، ليس له فقط وإنما على المجتمع الذي ذهب إليه، بخلاف إن هاجر لحاجةٍ دنيويةٍ للعمل والدراسة، فإن هجرته ونجاحه في مراده تعتبر نتائج.
ولكن لها آثارًا غير محمودةٍ، وخاصة إن كان على حساب دينه، وتربية أطفاله وتنشئتهم، إلا إن كان مؤقتًا، أو لحاجةٍ ضرورية، أو أخذ من التدابير ما يعينه على الحفاظ على دينه وإيمانه، وكم رأينا أناس مسلمون هاجروا، لكن عادوا وقد أفسدت الهجرة عليهم أخلاقهم ودينهم، ولعلهم خسرتها.
وللهجرة وتحقيق النتائج كالعمل والتجارة أو السياحة، تفيد الفرد والبلدين، من الشراء والحولات واستثمار الطاقات وتخفيف البطالة كلها آثار تعود من هذه النتائج، لكن إن كانت الهجرة غير شرعيةٍ قانونيًا، فقد يضر بالبلد المهاجر إليه، فالمهاجر قد يعمل بالأجرة القليلة، ويأخذ فرص السكان الشرعيين للبلد المهاجر إليه، بالإضافة إلى تهربه الضريبي، وما إلى ذلك.
2
جميع الحقوق محفوظة © موضوع سؤال وجواب
أدخل البريد الإلكتروني لتتلقى تعليمات حول إعادة تعيين كلمة المرور الخاصة بك.