سمعت في أحد الدروس الدينية أن لمس الذكر ينقض الوضوء، علماً أنني قرأت سابقاً أنه لا يبطل الوضوء، واستشكل الأمر عليّ، وأرغب بالتأكد من المسألة، مع الشكر.
0
سمعت في أحد الدروس الدينية أن لمس الذكر ينقض الوضوء، علماً أنني قرأت سابقاً أنه لا يبطل الوضوء، واستشكل الأمر عليّ، وأرغب بالتأكد من المسألة، مع الشكر.
0
0
حيّاكم الله، لقد تعددت أقوال الفقهاء في مسألة نقض الوضوء بمس الذكر، وسأبيّنها لك فيما يأتي:
ذهب الشافعية والحنابلة وبعض المالكية إلى القول بأنّ مس الذكر ينقض الوضوء مطلقاً، والشافعية والمالكية يقيدون المس بباطن الكف، فإن مسه بغيره كما لو مسه بظاهر الكف لم ينقض، والحنابلة يعلقون النقض بمس الذكر بالكف، ظاهره وباطنه.
واستدلوا بقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَن مسَّ ذكَرَه فلا يُصَلِّ حتى يتوضَّأَ)، "أخرجه الترمذي، حسن صحيح" وعليه فإنّه يجب الوضوء لمن مسّ ذكره عند جمهور الفقهاء، ويجب الوضوء لمن مس ذكره وأراد الصلاة.
وهذا مذهب الحنفية وقول عند المالكية، واستدلوا بسؤال رجل للنبي: (يا رسولَ اللَّهِ ما ترى في رجلٍ مسَّ ذَكرَه في الصَّلاةِ؟ قالَ: وَهل هوَ إلَّا مضغةٌ منكَ أو بضعةٌ منكَ)، "أخرجه النسائي، صححه الألباني" وعليه فإنّه يستحب لمن مس ذكره أن يتوضأ للصلاة.
ذهب جمع من الفقهاء إلى أنّ مس الذكر ينقض الوضوء إذا كان المس بعمد، وبشهوة، وبلا حائل، سواء اجتمعت هذه الثلاث أم افترقت فالوضوء ينقض، ويجب الوضوء للصلاة.
ولعل ما تميل إليه النفس هو رأي الجمهور بأنّ مس الذكر ينقض الوضوء، وعلى المسلم أن يتوضأ لأداء الصلاة، سواء كان حكم وضوءه الوجوب أو الاستحباب، والله -تعالى- أعلم.
0
جميع الحقوق محفوظة © موضوع سؤال وجواب
أدخل البريد الإلكتروني لتتلقى تعليمات حول إعادة تعيين كلمة المرور الخاصة بك.