هل كان النبي شعيب معاصراً لزمن النبي موسى؟

حياكم الله السائل الكريم، تعددت أقوال العلماء في مسألة معاصرة سيدنا موسى -عليه السلام- لسيدنا شعيب -عليه السلام-، وسأذكرها فيما يأتي:

1. قال بعض العلماء إنّهما تعاصرا حيث إن شعيب -عليه السلام- هو الرّجل الصالح الذي لقيه موسى -عليه السلام- في مدين، وتزوج إحدى ابنتيه.
2. قال بعض العلماء إنّهما لم يتعاصرا حيث إنّ شعيب -عليه السلام- رجلٌ صالحٌ من قوم مدين، وهذا هو الأرجح، وهو قول أكثر أهل العلم، مثل ابن تيمية، وابن كثير، والسعدي وغيرهم.

وعاش سيدنا شعيب -عليه السلام- في الفترة ما بين بعثة سيدنا يوسف -عليه السلام- وبعثة سيدنا موسى -عليه السلام-، ومن الجدير ذكره أنّ سيدنا شعيب -عليه السلام- من نسل سيدنا إبراهيم -عليه السلام-، ولعل ما أحدث اللبس قول بعض العلماء إنّ اسم الرجل الصالح الذي عاش عنده سيدنا موسى -عليه السلام- هو سيدنا شعيب.

ومنطقة مدين؛ هي المنطقة التي تقع ما بين مدينة معان في الأردن حالياً، ومدينة تبوك في السعودية حالياً، وقد كانوا قوماً عرباً، وكان من أهم صفاتهم؛ التطفيف في الميزان، فبعث الله -تعالى- إليهم سيدنا شعيب -السلام- نبياً ورسولاً؛ ليعالج هذا الأمر، ويدلهم على خالقهم -تعالى-، ولكنّهم استمروا في غيهم وطغيانهم، فبعث الله -تعالى- على كفارهم عذاب الرجفة؛ فأهلكهم.

وقد عاش سيدنا موسى -السلام- عند الرجل الصالح فترةً من الزمن، بعيداً عن بطش فرعون، ووجد فيها المأوى، والزوجة، والسكن، والعمل، كما أنّ احتكاكه مع الرجل الصالح الحكيم وفّر له وسيلةً لعلها كانت من وسائل التهيئة والإعداد له؛ لحمل الرسالة الكبيرة إلى أطغى أهل الأرض في ذلك الزمان، وهو فرعون الذي ادعى الألوهية، ولقيادة أصعب الشعوب على مر الزمان، وهم شعب بني إسرائيل.