هل صلاة التراويح فرض؟

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، بدايةً إنَّ صلاةَ التراويحِ سنةٌ مؤكدةٌ عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وليست بفريضةٍ على المسلمين، وما يدلُّ على ذلك قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عنها: (قدْ رَأَيْتُ الذي صَنَعْتُمْ ولَمْ يَمْنَعْنِي مِنَ الخُرُوجِ إلَيْكُمْ إلَّا أَنِّي خَشِيتُ أَنْ تُفْرَضَ علَيْكُم وذلكَ في رَمَضَانَ). "أخرجه البخاري"

وإنَّ الحديثَ الشريفَ المذكورَ يُبيِّن أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قد جمعَ النَّاس عليها في بداية مشروعيّتها، وسبب تركه للجماعةِ فيها هو خشيته من أن تُفرضَ عليهم، وهذا يدلُّ دلالةً واضحةً على أنَّ الأصلَ فيها هو الجماعةَ، وهذا هو السببُ الذي من أجلهِ تُصلَّى التراويحُ الآنَ جماعةً، ففعل المسلمينَ الآنَ ليس مخالفًا للسنةِ، بدليلِ أنَّ عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قد جمع النَّاس عليها في عهده.

أمَّا بخصوص عدد ركعاتها، فأقلّها ركعتين، ثمَّ يُصلِّي المسلمُ ما شاءَ بقدرِ استطاعته وقدرته؛ إذ إنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لم يُعيِّن عددًا من الركعاتِ، مع ضرورةِ التنبيهِ إلى أنَّ الأئمّة الأربعة قد ذهبوا إلى تعيينِ عدد لركعاتِ صلاةِ التراويحِ، وفيما يأتي بيان أقوالهم:

1. القول الأول: إنَّ عدد ركعاتها عشرون، وهذا مذهب الجمهور من الحنفية، والشافعي، والمالكية.
2. القول الثاني: إنَّ عدد ركعاتها ستٌ وثلاثونَ، وهذا مذهب المالكية.

أمَّا بخصوصِ وقتها؛ فإنَّ صلاةَ التراويحِ تبدأ بعد انتهاء المُصلّي من صلاةِ سنةِ العشاءِ، ويمتدُّ وقتها إلى طلوعِ الفجرِ الصادق، وبناءً على ذلك فإنَّ من صلّاها قبل العشاءِ فإنَّها لا تقعُ تراويح، ومن أدركه الفجرَ ولم يصلِّها فلا قضاءَ عليه، وتُصلَّى ركعتينِ ركعتين؛ لقولِ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن صلاةِ الليلِ: (مَثْنَى مَثْنَى)، "أخرجه البخاري" ويختمُ المسلمُ صلاته بركعةِ الوترِ.