0

هل صحيح أن الدعاء عند قبر النبي بدعة؟

السلام عليكم أنا رجل وسأذهب للعمرة قريبا وسأزور قبر النبي صلى الله عليه وسلم ، ولكن الكثير حذرني من عدم الدعاء عند قبر الرسول لأنها بدعة، فهل صحيح أن الدعاء عن قبر النبي بدعة؟

10:30 17 أكتوبر 2021 2205 مشاهدة

0

إجابات الخبراء (2)

0

إجابة معتمدة
زكريا البلخي
زكريا البلخي . الشريعة
تم تدقيق الإجابة بواسطة أفنان مسلم 10:30 17 أكتوبر 2021

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته


لقد منع بعض العلماء الدعاء بجوار القبر، واقتصروا على السلام فقط، خشية إساءة الأدب أو القول أو الفعل من آداب الزيارة، أو ارتكاب شيء من المنهيات بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم.


لكن أود الإشارة أن الله تعالى شرّف بعض الأزمنة على غيرها؛ كليلة القدر، والثلث الأخير من الليل، وجعلها أرجى من غيرها في قبول الدعاء، كذلك فقد شرف بعض الأماكن على غيرها؛ كشرف حرم المدينة ومكة والمسجد الأقصى، وإن شرف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وجاهه أعظم جاه، وكذلك ما اتصل به من قبره وروضته الشريفة هي أطهر الأماكن وأقدسها.


صحّ عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قوله: (ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة) حديث صحيح متفق عليه، والدعاء في تلك الأماكن الطاهرة وبجوار رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أرجى في الإجابة من غيره؛ لأنه مظنة للخشوع والتضرع والصلة بالله عز وجل.


ويلزمك الأدب والخشوع والتواضع، واستحضر علمه بوقوفك بين يديه، وسماعه لسلامك كما هو الحال في حال حياته، لما صح عن أبي هريرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (ما من أحدٍ يسلّم عليَّ إلَاّ ردَّ اللَّهُ عليّ روحي حتى أردَّ عليه السلام) حديث حسن اخرجه أبو داود وغيره.


ويقول الإمام النووي: "فإذا توجَّه للزيارة أكثرَ من الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم في طريقه، فإذا وقعَ بصرُه على أشجار المدينة وحَرمِها وما يَعرفُ بها زاد من الصلاة والتسليم عليه صلى الله عليه وسلم، وإذا أراد دخول المسجد استحبّ أن يقولَ ما يقوله عند دخول باقي المساجد، فإذا صلّى تحية المسجد أتى القبر الكريم فاستقبله واستدبر القبلة على نحو أربع أذرع من جدار القبر، وسلم مقتصدا لا يرفع صوته".


وكان ابن عمر رضي الله عنهما إذا أراد السفر أتى قبر النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقال: "السلام عليك يا رسول الله، السلام عليك يا أبا بكر، السلام عليك يا أبتاه". والله أعلم وأحكم وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه أجمعين.

0

لماذا كانت الإجابه غير مفيده
0/ 200
لقد تجاوزت الحد الأقصى من الحروف المسموحة
رجوع

0

مهند الحاج حسن
مهند الحاج حسن . الشريعة
تم تدقيق الإجابة بواسطة أفنان مسلم 09:44 04 ديسمبر 2021

ذهب فريقٌ آخر من العلماء إلى القول بجواز الدعاء عند قبر النبي -صلَّى الله عليه وسلم-، وقد وضعوا ضوابطاً وشروطاً لهذا الدعاء في ذلك المكان، والشروط والضوابط هي:


  1. أن لا يكون مستقبلاً القبر -متوجِّهاً نحوه- عند القيام بالدعاء وطلب الحاجة من الله -تعالى-.
  2. يُشرع للمسلم أن يدعو في كُلِّ مكان، ومن هذه الأماكن المسجد النبوي والروضة، ولكن معقد الأمر على النيّة.


وتنبّه جيداً إلى المقصد والنيّة

إن كان قاصداً التقرُّب من القبر أو إن لوحظ في دُعائه وتوّجه قلبه أنّهُ نحو القبر فهذه بدعة، سواءً أكان قريباً جداً أو بعيداً، والمسجد في العصر الحالي واسعٌ جداً، فلو أنّه قام ودعا في أقصى المسجد من الجهة المقابلة للقبر مثلاً، وكان قصده من هذا الدُّعاء القرب من القبر لكي يُستجاب الدعاء فهذه بدعة؛ لأنه قام بتعليق قلبه بغير الله؛ فالعبرة تكمُن في المقصد من الدعاء لا من مكانه.


إذ لا شكَّ في أنَّه إذا كان الداعي يَقصد من الدعاء عند القبر أنّهُ وسيلة لكي يُستجاب له هذا الدعاء فعندها يُعتَبر الدعاء بدعة، أما وقوع الدعاء عند القبر من باب القدر أو الصدفة، دون القصد القلبي فهذا أمرٌ لا حرج فيه؛ لأن المساجد من مواطن قبول الدعاء وقبر النبي -صلَّى الله عليه وسلم- جُزء من مبنى المسجد.


يقول الإمام ابن تيمية: "هذا من المنكرات المبتدعة باتفاق أئمة المسلمين، وهي محرمة، وما علمت في ذلك نزاعاً بين أئمة الدين، ولا يقف عند القبر للدعاء لنفسه فإنّ هذه بدعة، ولم يكن أحد من الصحابة يقف عند القبر يدعو لنفسه، ولكن كانوا يستقبلون القبلة ويدعون في مسجده".


فالدُّعاء عند قبر النبي باعتباره بقعة من بقاع المسجد النبوي، فلا حَرَجَ فيه ولَكنَّ الدعاء عند قبر النبي -عليه الصلاة والسلام- والابتعاد عن القبلة والدعاء باعتقاد بأنَّ هذا الأمر سبباً من أسباب قبول الدعاء أو أنه واسطةً عند الله -عز وجل- فهذه بدعةٌ وذلك باتفاق أصحاب المذاهب الأربعة، وقد قال الرسول -عليه السلام- (مَن أحْدَثَ في أمْرِنا هذا ما ليسَ منه فَهو رَدٌّ). "أخرجه مسلم"

0

لماذا كانت الإجابه غير مفيده
0/ 200
لقد تجاوزت الحد الأقصى من الحروف المسموحة
رجوع